كان أحد الرجال مُبتلى في أولاده ، فكلما أتاه ولد يترعرع قليلاً ويفرح به ،لكن الموت سرعان ما يخطفه منه، ويتركه حزيناً كسير القلب ،ولكن الرجل لشدة إيمانه لا يملك إلا أن يحتسب ويصبر ويقول : “لله ما أعطى ولله ما أخذ اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها”
حتى كان الولد الثالث ، وبعد سنوات مرض الولد واشتد به المرض ، وأشرف على الموت والأب إلى جواره تدمع عينه!.
فأخذته سنة من النوم فرأى في منامه أن القيامة قامت، وأن أهوال القيامة قد برزت فرأى الصراط وقد ضرب على متن جهنم واستعد الناس للعبور ورأى الرجل نفسه فوق الصراط وأراد أن يمضي فخشى الوقوع ، فجاءه ولده الأول الذي مات يجري وقال: أنا أسندك يا أبتاه وبدأ الأب يسير ولكنه خشى أن يقع من الناحية الأخرى ، فرأى ولده الثاني يأتيه ويمسك بيده من الناحية الثانية وفرح الرجل أيما فرح وبعد أن مضى قليلاً شعر بعطش شديد فطلب من أحد ولديه ان يسقيه
قال: لا “إن أحدنا إن تركت وقعت في النار فماذا تفعل ؟”
قال أحدهما : يا أبي لو كان أخونا الثالث معنا لسقاك الآن ..!
وتنبه الرجل من نومه مذعوراً يحمد الله على أنه لا يزال في دنياه، ولم تحن القيامة بعد، وحانت منه التفاته نحو ولده المريض بجانبه فإذا به قد قبض ! فصاح الحمد لله لقد اذخرتك ..
ذخراً وأجراً وأنت فرطي على الصراط يوم القيامة ، وكان موته برداً وسلاماً على قلبه..!!بعد صبر هذا الرجل المؤمن رزقه الله بولد وبنت وعاشا معه حتى كبرا ومات هو قبلهم ..“إن لله ما أعطى ولله ما أخد ” حقيقة …