قصص اطفال

قصة خطيبة النساء في عهد الصحابة

قصة خطيبة النساء في عهد الصحابة – توتي توتي

إنّ خطيبة النّساء هي الصحابيّة الجليلة أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرؤ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث الأنصاريّة الأوسيّة ثمّ الأشهليّة، وتُكنّى بأمّ سلمة، وقيل: بأمّ عامر، ابنة عمّ الصحابيّ الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، أمّا أبوها يزيد بن السكن فقد استشهد في غزوة أُحد، واستُشهد أيضاً أخوها عامر بن يزيد الذي جعل جسمه ترساً يدافع به عن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في الغزوة نفسها، فلما بلغها استشهادهم خرجت تسأل عن حال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا رأته سالماً قالت: (كلّ مصيبة بعدك يا رسول الله هيّنة)، وعُرفت بحُسْن نُطقها، وبفصاحتها، وقوّة البيان والحُجّة والخِطابة لديها، وكانت ذات عقل ودين؛ فقد كانت تذهب إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأسئلة النّساء ليجيب عنها.أسلمت أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصاريّة على يد الصحابي الجليل مصعب بن عُمير رضي الله عنه، وهي أوّل من بايع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومعها كبشة بنت رافع أمّ سعد بن معاذ، وأختها حوّاء بنت يزيد بن السكن، وقد كانت أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها- تعتزّ بأنّها كانت من اللاتي سبقن إلى مبايعة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فكانت تقول: (أنا أوّل من بايع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم).
شهدت أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها- مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كلاً من غزوتي الخندق وغزوة خيبر، وخرجت معه في غزوة الحديبية، وبايعت بيعة الرضوان، وفي السنة الثالثة عشرة من الهجرة النبويّة خرجت إلى بلاد الشّام؛ لتشارك في معركة اليرموك في الشّام، وكانت مشاركتها مع النّساء من خلال سِقاية الجرحى وتضميدهم، وفي ضرب مَن يَفِرّ من المعركة من جنود الإسلام وقد توفّيت أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها في سنة سبعين من الهجرة النبويّة الشريفة، بعد أن عاشت في كنف الدولة الإسلامية مدةً طويلةً من الزمن، وقد عاصرت العديد من الخلفاء، وتمّ دفنها بعد وفاتها في مدينة دمشق بمنطقة تسمّى بالباب الصغير.
تعدّ أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها- أوّل من نزل فيها عِدّة المطلقات، فقد أخرج الإمام أبو داود في سُننه عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها: (أنّها طُلِّقتْ على عهدِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ولم يكن للمُطلَّقةِ عِدَّةٌ فأنزل اللهُ -عزَّ وجلَّ- حين طُلِّقتْ أسماءُ بالعدَّةِ للطلاقِ فكانت أولَ من أُنزلتْ فيها العِدَّةُ للمُطلَّقاتِ)؛أي أنّ قول الله سبحانه وتعالى: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ)؛[٩] قد نزل في أسماء بنت يزيد رضي الله عنها.

error: النسخ ليس ممكناً

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button