قصص اطفال

قصة أصدقاء السوء

في يوم من الأيام ، كان هناك رجل يتمتع بالثراء والغنى ، وكانت ثروته نتيجة سعيه الدائم للعمل باجتهاد ، وكان لديه ابن يدعى كريم . كان كريم شاباً في السادسة عشر من عمره ، وفى يوم من الأيام استدعاه والده ، وقال له : كريم أنت ولدي الوحيد ، وكل ثروتي ملكاً لك ، ولا يوجد أحد يشاركك ثروتي ، ولكن اسعى للعمل بجهد يا بني ، حتى تزيد تلك الثروة ولا تضيعها ،
فرد كريم : لا تقلق يا والدي لن أضيع ثروتك هباء .
ومرت الأيام ولم يكن كريم صادقاً في وعده مع والده ، بل ذهب ليصادق مجموعة من أصدقاء السوء ، واعتاد على السهر وشرب المخدرات ، وكان عدد أصدقاءه يزداد يوماً بعد يوم ، ليس لكونهم أصدقاء بما تحمله الكلمة من معاني ، بل ليتمكنوا من استغلال ثروته وإنفاق أمواله .
علم والد كريم بالأفعال السيئة التي يفعلها كريم ، وإسرافه في إنفاق ثروته هباء فغضب جداَ ، فلو استمر كريم في هذه العادات السيئة ، ستنتهي ثروة والده دون فائدة . قرر الوالد أن يتحدث مع كريم ليوجهه نحو الطريق الصحيح ، ويبعده عن رفقاء السوء فأنتظر والده عودته إلى المنزل ، وقال له : يا ابني العزيز لقد علمت بما تفعله أنت ورفقاء السوء .
فأنصحك بالابتعاد عن هؤلاء الأشرار ، وإن تلتفت للعمل وتسعى للعمل بجهد وتتولى مسئوليه عملي ، فهناك وقت كافي لتعدل عن مسارك الخاطئ وتعود لطريق الصواب ، فأنت في عمر الشباب وتستطيع قوتك البدنية والعقلية ، أن تساعدك في تحقيق الكثير من الطموحات والأحلام ، فلا تضيع هذا العمر هباء ثم تندم على ما فاتك .
هز كريم رأسه تعبيراً عن الموافقة ، لكن للأسف استمر كريم في مقابلة أصدقاء السوء ، واستمر في الإسراف على السهر والعادات السيئة ، ولم يكن للحديث مع كريم أي أدنى فائدة .فحزن والد كريم حزناً شديداً حتى رقد مريضاً في فراشه وكانت حالته تزداد سوءاً يوما بعد يوم ، فعندما أدرك انه على حافة الموت استدعى ولده كريم ، ليخبره وصيته الاخيرة .
دخل كريم على والده الغرفة ، وهو يصارع الموت فقال والده : كريم ، لقد وجهت لك النصح مراراً وتكراراً ، ولكن وجدتك تختار الطريق الخاطئ في كل يوم ، وأريد أن أخبرك انه سيؤدي بك إلى الهلاك والإفلاس .
فنصيحتي الأخيرة لك ، أن تكف عن تلك التصرفات التي ستضيع حياتك ، ومستقبلك  عاجلاً أو آجلاً ، بل وستضيع مجهود عمري الذي جمعته بعد عمل شاق لسنوات عديدة ، ولكن ان شعرت بعد وفاتي أن ضاقت بك الدنيا ، فأنصحك بدخول تلك الغرفة وأشار إلى غرفة صغيرة في المنزل ، وعندما سأل كريم عما يوجد داخل الغرفة فأخره والده أنه يوجد حبل مشنقة .
وعد كريم والده أن يغير من حياته وسلوكه ، وينفذ كلام والده وبعد أيام قليلة توفى والد كريم ، وشعر كريم بالحزن لعدة أيام ثم نسي الامر ، وعاد يلتقي بأصدقاء السوء في منزل والده ، وزادت عربدته وتصرفاته السيئة فلم يعد هناك ضابطاً أو رابطاً لتصرفاته .
استمر كريم في تصرفاته لشهور قليلة ، حتى نفذت أمواله تماماً ولم يعد لديه المال ، فأبتعد عنه أصدقاءه وتركوه ، وذات يوم شعر كريم بالجوع والعطش الشديد ، ولم يكن لديه المال الكافي لشراء طعام أو شراب .
قرر كريم أن يطرق باب أصدقاءه ، ليطلب منهم الطعام والشراب ، وظل ينتقل من بيت إلى بيت ، ولكن كانت الصدمة التي واجهها كريم ليس لها مثيل ، فقد أنكر أصدقاءه معرفتهم به ، ولم يقدموا له رغيفاً واحداً أو كوباً من الماء .
شعر كريم بتعاسة وشقاء ، وزاد جوعه وعطشه ولا يعلم ماذا يفعل ، فقد أضاع كل أمواله ، بل وخانوه أصدقاءه ، فتذكر كريم غرفة والده وقرر كريم  أن يدخل غرفة والده وينتحر لينهي حياته .
دخل كريم الغرفة المغلقة ، ووجد حبلاً طويلاً معلقاً من السقف حتى منتصف الغرفة ، حقاً أنه حبل مشنقة للانتحار ، ووجد ورقة مكتوب عليها : عندما تضيق بك الدنيا استعمل هذا الحبل ولكن جربه أولاً بيدك لتتأكد انه يستطيع أن يحمل وزنك .
أمسك كريم بالحبل وجذبه بعنف ، فسقط على رأسه صندوق خشبى ، فتح كريم الصندوق فوجده ملئ بالعملات الذهبية ، وتركت ورقة بداخل الصندوق . فتح كريمة الورقة المطوية المكتوب فيها : ولدي كريم  أعلم انه في يوم من الأيام ، سيضيق بك العيش ان ظللت تفعل أفعالك الرديئة والسيئة ، وستنهي ثروتي وبعدها ستتمنى الموت ، لأنه لن يعد لك مصدراً للحصول على الطعام والشراب ، فبقيت جزء قليل من ثروتي في هذا الصندوق ، وأتمنى أن تكون تلك الفرصه الأخيرة لك ، لتبدأ في مشروع صغير بتلك الأموال ، وتبدأ حياة جديدة بعيدة عن أصدقاء السوء ، بكى كريم بحرقة ، وعلم أنها فرصة أخيرة منحت له من رب العالمين ، ليبدأ بداية جديدة ويغير من حياته .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button