قصص اطفال

قصة إني أقاتل في سبيل الله

قصة إني أقاتل في سبيل الله – توتي توتي

في ذات يوم من الأيام انطلقت جيوش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد لتدك عروش الروم في بلاد الشام وكانت ضربات المسلمين المملوءة بالإيمان تخيف الأعداء وتجبرهم على الإستسلام والهزيمة .تساقطت مدن بلاد الشام واحدة وراء الأخرى، وهرب قادة الروم أمام زحف المسلمين وقومتهم، لكنهم اجتمعوا ووحدوا صفوفهم وساروا تجاه جيش المسلمين حتى وصلوا قرب نهر اليرموك .
كان جيش الروم كثيراً جداً ملأ أرض المعركة وكان يملك السلاح والعتاد أما جيش المسلمين فكان قليلاً وكان لا يملك سلاحاً كافياً لكنه كان جيشاً مؤمناً بنصر الله قوياً بتمسكه بالإيمان وحب الشهادة في سبيل الله .

وصاح القائد خالد بن الوليد بجنوده : يا أحباب محمد، أخلصوا لله جهادكم وأرضوا الله بعملكم ،الله أكبر والنصر للإسلام .وكبًر المسلمون حتى ملأ تكبيرهم سماء اليرموك فدب الخوف والرعب في قلوب جنود الروم وما هي إلا لحظات حتى التحم الجيشان واشتدت المعركة وقاتل المسلمون الروم وقادتهم قتال الأبطال الصناديد بقلوب جريئة لا تعرف الخوف ونفوس شامخة لا تعرف الهزيمة .
وكان خالد بن الوليد مع جنده يحرضهم على قتال أعداء الله ويرسم لهم الخطط التي تدل على عبقريته الحربية لتصنع لهم النصر المشرف، وفي هذه الأثناء وصل مبعوث من عمر بن الخطاب وهو يحمل رسالة والمعركة على أشدها إلى القائد خالد بن الوليد، أدى الرجل التحية وسلم القائد رسالة من الخليفة عمر بن الخطاب .
وعلى عجل قرأ خالد الرسالة فانحدرت من عينيه دمعه وصاح : إنا لله وإنا إليه راجعون، قال له رجل من المسلمين كان يجلس قربه : خيراً إن شاء الله، ما الذي حدث ؟فأجابه خالد بصوت خافت : لقد لحق أبو بكر الصديق برسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه رسالة من الخليفة عمر بن الخطاب يأمر فيها بعزلى عن قيادة جيش المسلمين وتسليم القيادة لأخي أبو عبيدة بن الجراح ،اكتم الأمر الآن، ريثما تنتهي المعركة حتى لا يضطرب جيش المسلمين .
وغربت شمس اليوم على اليرموك والأرض مملوءة بجثث الروم ومن بقي منهم على قيد الحياة آثر الفرار والسلامة، وحمد المسلمون خالقهم على النصر المؤزر ،فراحوا يصلون له شكراً وحمداً وأمام الجميع تقدم خالد بن الوليد إلى أبي عبيدة بن الجراح فأدى أمامه تحية الجندي المخلص وسلمه كتاب الخليفة عمر بن الخطاب وقال له : إني الآن جندي من جنودك يا أبا عبيدة، إني لا أقاتل من أجل عمر إنما أقاتل من أجل رب عمر .

error: النسخ ليس ممكناً

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button