قصة الدفء الحقيقي

لقد أقبل الشتاء سريعا وبدأت أم سمير تستعد لقدوم الشتاء فاصطحبت صغيرها سمير لمتجر الثياب الشتوية كي تشتري له معطفا ثقيلا وكوفية من الصوف يستقبل بهما فصلَ الشتاء البارد…
أخذ سمير يتجول في متجر الثياب مع أمه حتى أعجبه معطف أسود وكوفية حمراء فأشار لأمه بأنه أُعجب بهما وعلى الفور اشترت له أمه المعطف والكوفية .
في صباح اليوم التالي ارتدى سمير ثيابه الجديدة وذهب للمدرسة كان يشعر بدفء كبير ولم يتسرب البرد لمفاصله بل كان يتحرك بجرية شديدة رغم برودة الجو قضى سمير يومه الدراسي وهو سعيد بذلك الدفء الذي يغمر جسده وفي سره أخذ يدعو لأمه التي اشترت له هذا المعطف الثقيل..

دق جرس الخروجِ من المدرسة وخرج سمير متجها لداره كان الجو شديد البرودة والسماء توحي بقربِ سقوط الأمطار الجميع يسرعون إلى منازلهم قبل سقوط المطر وكذلك سمير يسرع في سيره كي يصل لداره قبل أن يسقط المطر.
فجأة وفي أثناء سير سمير لَاحظ طفل صغير في مثلِ عمره يبيع المناديل بالقرب من داره ،كان الطفل الصغير ينتفض بشدة من شدة البرد رق قلب سمير لذلك الصغير الذي يقف في الشارع يبيع بعضَ المناديل ليجد قوت يومه ويساعد أسرته الفقيرة.تأمل سمير الطفل للحظات قبل أن يسرعَ كالصاروخ لمنزله ويفتح صوان ثيابه ويبحث في الصوان ثم يخرج معطفين جميلين.
أخرج سمير المعطفين من صوان ثيابه ثم أسرع لأمه قائلا : أمي ،لقد لاحظت طفلا صغيرا منظره يستدعي الشفقة يقف في البرد يبيع المناديل.ثوبه خفيف لا يقيه البرد أبدا.. بحثت في صوان ثيابي ووجدت معطفين لم أعد ارتديهما لأني كبرت فهل تسمحين أن أُهدي له هذين المعطفين؟فرحت الأم بصغيرها سمير وقالت : بل أشجعك أن تهديهما إليه ،من حق هذا الطفل الفقير أن يشعر بالدفء مثلنا.
فرح سمير بتشجيع أمه وأسرع حاملا المعطفين متجها للصغير الذي يقف في الشارع كالعصفور المبتل كانت سعادة الطفل الصغير بلا حدود وهو يأخذ المعطفين من سمير ويدعو له.عاد سمير أدراجه لداره وهو يشعر بالدفء أكثر من ذي قبل لأنه قد فهم الآن معنى الدفء الحقيقي

Exit mobile version