في يوم من الأيام كان هناك ثعلب و طائر زقزاق يعيشون في الغابة كباقي الحيوانات و الطيور. ولكن الثعلب كان دائما يتربص بالزقزاق ، فيتمكن الزقزاق من الإفلات منه ؛ يختبئ بإحدى الأشجار ؛فيصيح الثعلب قائلًا :”جبان..” ، حتى جاء الزقزاق ذات يوم ليتحدى الثعلب ، حيث قال له : “أنا أشجع منك” ، فردّ عليه الثعلب قائلًا : “أتحداك” ، فحلقّ الزقزاق ثم قال للثعلب : “تعالى معي ، وسنرى من هو الأشجع حقًا”.
مضى طائر الزقزاق وهو يحلق في الفضاء ، وقام الثعلب بالجري سريعًا في أثره ، حتى وصل الاثنان شاطئ النهر ، وكان هناك على رمال الشاطئ تمساح يرقد ، وكان فاتحًا فمه على سعته ، وقد ظهرت أسنانه الحادة وهي تلمع وكأنها خناجر.
هناك توقف الثعلب وهو يشعر بالرعب ؛ بينما قام الزقزاق بالنزول بالقرب من التمساح ، ثم قال للثعلب : ” إذا تمكنت من فعل ما سأفعله ؛ إذن فأنت أشجع مني ، انظر ، سأدخل الآن فم التمساح” ، فتأتأ الثعلب قائلًا : “يا لك من طائر كاذب” ، هنا تقدم الزقزاق من التمساح دون أن يتردد .
دخل الزقزاق فم التمساح ثم راح يتجول بين أسنانه التي تشبه الخناجر ، وفي ذلك الوقت فغر الثعلب فاه ثم تراجع لأنه كان يشعر بالرعب ، وبعد أن قضى الزقزاق بعض الوقت في فم التمساح ؛ خرج قائلًا : “هيا ؛ لقد جاء دورك أيها الثعلب” ، فبدأ الثعلب يتخيل أنه يدخل فم التمساح ، ويقف بين أسنانه التي تشبه الخناجر ، وفجأة.. يصيح هذا التمساح ، ثم يُطبق فاه .
ثم تخيل الثعلب أن خناجر التمساح تنقض عليه من جميع الاتجاهات ، و.. ، و.. ، وهنا شهق الثعلب وهو يشعر بالرعب ، وهو ما جعله يُطلق سيقانه للريح ويجري بعيدًا ، وهكذا ينتهي تحدي الثعلب للزقزاق الذكي .
الحكمة من القصة :
لديك قدرات خاصة تميزك عن الآخرين ؛ فقط عليك أن تنتبه لهذه القدرات لأنها ستضعك في مكانة مميزة جدًا ، فمهما كنت صغيرًا عن الآخرين فإنك تحمل بداخلك أشياء فريدة غير موجودة إلا عندك فقط ، فعليك أن تثق فيها وأن تجدها لتضعها أمام أعين الآخرين .
القصة للكاتب : طلال حسن