يحكي أنه فى يوم من الأيام ، قامت الأم باعطاء ابنها نبيل عدد من النقود ، وطلبت من ابنها نبيل أن يذهب إلى بائع الألبان ليشتري لهم لترًا من الحليب ، وقامت بتحذيره من اللعب فى الطريق حتى لا يقع ابريق الحليب من يده فينكسر. ورد عليها الابن نبيل قائلًا : سمعًا وطاعة يا أمي ، ووعدها أنه لن يلعب فى الطريق ، ثم ذهب نبيل الى بائع الألبان ، وقام بشراء الحليب ، وفي طريق عودته إلى منزله حاملًا إبريق الحليب فى يديه .
رأى نبيل من بعيد أناس مجتمعين حول سيارة ، فغلبه فضوله وبالفعل ذهب ليري ما حدث ، وللأسف انزلقت قدمه ووقع على الأرض ووقع إبريق الحليب أيضًا وانكسر وسال الحليب على الأرض . وقف نبيل وأخذ ينظر إلى الإبريق المنكسر ، وينظر الى الحليب المسكوب على الأرض ، واحتار فى أمره ماذا سيفعل الآن ، وماذا سيقول لأمه ، ثم أجهش بالبكاء ، وأثناء بكاء نبيل أقبل عليه غلام آخر ، متسائلًا عن سبب بكاء نبيل ، وماذا حدث له ، فحكى له نبيل عن سبب بكاءه ، وأن أمه أوصته بعدم التوقف فى الطريق ، حتى لا يقع الإبريق من يده فماذا سيقول لها الآن ، ثم بكى مرة أخرى .
فكر الغلام الآخر ثم اقترح على نبيل ، أن يذهب إلى منزله ، ويقول لأمه أن أثناء عودته للمنزل صدمه رجلًا ، فوقع الإبريق من يده على الأرض وكسر ، وبذلك لن تقوم أمه بمعاقبته .
وبعد سماع نبيل لهذه الفكرة ، اندهش نبيل وتعجب جدًا ، ثم جفف دموعه وقال للغلام :أتريد مني أن أكذب على أمي ، إنه من المستحيل أن أكذب على أمي ، إنني سوف أقول الحق لأمي مهما أصابني من العقاب ، فخجل الغلام الآخر من نفسه جدًا ، ووضع رأسه في الأرض ، مع إعجابه بشجاعة وصدق نبيل .
اوعاد نبيل إلى منزله ، وحكى لأمه كل ما حدث معه فى الطريق بكل شجاعة تامه ، ودون كذب ، فقد قرر نبيل أن يقول الصدق بكل شجاعة ، ثم قام بالإعتذار من أمه ، فسامحته أمه وصفحت عنه على الفور .
لأنه لم يكذب عليها بل قال الصدق بكل شجاعة ، ولم يطع الغلام الآخر الذي اقترح عليه أن يقول غير الحقيقه خوفًا من العقاب ، فقالت له أمه باعجاب : إنها معجبه جدًا بصدقه وشجاعته ، وأوصته ألا يهمل مرة أخرى ، وأن يحافظ على أن يقول الحقيقة دائمًا ولا يخشي أى عقاب ، فالصدق منجاة .