قصة العجوز الطماعة – توتي توتي
يحكى أنه في قديم الزمان كانت هناك امرأة عجوز تعيش وحدها في منزلها الريفي وقد كانت هذه العجوز طماعة وبخيلة جدا ،وإن جاءها ضيف أو زائر كانت تغلق أبوابها كي لا تضطر إلى استضافته وإكرامه بما أنعم الله عليها.وفي يوم من الأيام جاء رجل عجوز عابر سبیل مارا من أمام دارها ،وقبل أن تعجل المرأة العجوز بالدخول بادر الرجل العجوز : السلام عليك.فردت العجوز : وعليك السلام ،ماذا تريد أيها الغريب ؟فقال الرجل العجوز في نفسه : تبدو لي أنها غير مضيافة ولا كريمة ،ويبدو البخل والشح عليها.
قرر الرجل العجوز أن يعلمها درسا لو كانت بخيلة ،وقال سأريها ما أنا فاعل بعد أن اتأكد منها.
ثم أردف قائلا للعجوز : أنا عابر سبيل يا أختي الكريمة وقد نفذ طعامي ،ألا أجد عندك كسرة خبز أسد بها رمقي ،وبعد تأفف شديد أحضرت له قطعة خبز قديمة وناشفة وتتكسر من مجرد لمسها…
فقال الرجل العجوز في نفسه : لقد صدق حدسي سوف اريها. فقال مسمعا إيها : حسنا لا بأس بهذا الخبز ولكني كنت سأعلم تلك العجوز كيف تطهي الحصى فيصبح صالحا للأكل ؟ فعادت العجوز مسرعة نحو الرجل وقالت : ماذا قلت ؟فرد الرجل العجوز : لا لا لا شيء لم اقل شيء .فقالت المرأة العجوز : أرجوك أعد على مسامعي ما قلت ؟فقال : لو أنك أحضرت لي بعض البيض والزبدة والخبز الطازج ومقلاة لعلمتك كيف تطهين الحصى بالبيض فيصبح يؤكل بكل سهولة.سارعت المرأة العجوز إلى داخل منزلها وأحضرت كل ما أشار به الرجل العجوز ،ثم أخذ يقلي البيض بالحصى وبعد أن انتهى بدأ بالأكل وكان كلما وجد حصوة أخذها ورماها بعيدا ثم ترك في طبقه بعض البيض والحصى ،ونظر إلى العجوز وقال لها : لما لا تأكلين تفضلي ؟
فتناولت الصحن من يده بسرعة وهمت فورا وانتقت من الطعام حصوة للتأكد أنها تأكل ،وما أن عضت العجوز تلك الحصاة حتى كسر سنها الوحيد الذي كان في فمها.فندمت أشد الندم على طمعها ،أما الرجل العجوز فغادرها بعد أن أعطاها نصيحة أن الطمع ضر ما نفع …
error: النسخ ليس ممكناً