قصص اطفال

قصة الأسد فهّام

إستيقظ الأسد فهّام مبكرًا وإتجه إلى غابة الجاموس الوحشي متمنيا نفسه بصيد سمين يسد جوعه، وأخذ الأسد فهّام يتسلل بين الأشجار حتى لا يراه قطيع الجاموس الوحشي لعله يظفر بجاموس يمشي شاردًا وحده… وبينما هو يمشي متسللا بين الأشجار وجد صديقه الأسد هجام يتسلل أيضًا ، ويرصد قطيع الجاموس ، فقال له صديقه بصوت خافت :
مرحبًا بك يا صديقي الأسد هجام .
أهلا بك يا صديقي الأسد فهام.
انظر إلى هذا القطيع .
نعم أراه مليئًا بالجاموس السمين .
دعنا ننتظر حتى تذهب إحداها بعيدًا عن إخوتها وحينئذِ ننقضّ عليها.
فقال الأسد هجام : لا لن أنتظر ، سوف أهجم بقوة عليهم وأقتنص إحداها بأسناني القوية ، وعندها سيهرب الآخرون .
فقاطعه الأسد فهام وقال : أنظر إلهم إنهم يتحركون بأمر زعيمهم الذكر العجوز .
وماذا في ذلك.
إن حاولت الهجوم عليهم سوف يتجمعون بأمر زعيمهم ويقاتلونك .
فابتسم وقال: إنك لا تعرف قوة صديقك الأسد هجام.
إفعل ما تشاء .
تقدم الأسد هجام إلى قطيع الجاموس الوحشي وبدأ بالهجوم على أولأفراده كي يقضي عليها ويجرها إلى خارج أرض القطيع ، وعندما رأى زعيم القطيع الجاموس هجوم الأسد ، نادى عليهم ، فاصطفوا صفّا واحدًا ، وهجموا على الأسد وأخذوا يضربونه بقرونهم ضربات قوية ، وإنقلب الحال وبدأ الأسد هجام يتلقى منهم الضربات ، وكلما هرب من ضربة عاجله جاموس آخر بضربة قوية حتى سال دمه وأثخن بالجراح .. ثم أخذ يجرّ جسده بصعوبة حتى هرب من غابة الجاموس الوحشي منهكًا مصابًا .وعندما قابله صديقه الأسد فهام قال له: ألم أقل لك لا تحاول الدخول إلى أرضهم ؟فهم متحدون سويّا لا تستطيع أن تنال منهم وهم في هذه الحال.
إذا ماذا تفعل ؟
دعنا نعالج جروحك أولاً ونبحث عن أي صيد بسيط نأكله ثم نتدبر الأمر.
حمل الأسد فهام صديقه الأسد هجام حتى عاد فيه إلى غابة الأسود، وعندما علم بقية الأسود بحال صديقهم هجام، ذهبوا لزيارة هجام المريض الذي أخذ يصرخ من الألم ويبكي ويقول: يا ليتني سمعت تحذير صديقي الأسد فهام.وفي اليوم التالي ذهب الأسد فهام يزور صديقه هجام، وهناك قال له: لا تحزن يا صديقي، وسوف أطعمك عما قريب لحم جاموس وحشي شهي، وربما تظفر بجاموسة كاملة وحدك.
لا، لا تذهب يا صديقي فلقد رأيت ما فعله هذا الجاموس بي ، آه إن ضربات قرونهم قوية جداّ ، لقد كادوا يقتلونني لولا أني إنسحبت بسرعة من أمامهم .
إني أفكر في أمر آخر .
ما هو ، إن هذا الجاموس الوحشي لا يمكن مواجهته بالطريقة التي فعلتها ، ولكن هناك طرق أخرى .
أرني ماذا ستفعل أيها الأسد القوي الذكي ؟
ذهب الأسد فهام إلى نفس المكان السابق عند الأشجار ، ولكنه لم يختف كما فعل في المرة السابقة ، وأخذ ينظر إلى قطيع الجاموس حتى وقع نظره على أحد الذكور الفتية القوية . أخذ الأسد ينادي عليه : من فضلك يا زعيم القطيع أريد أن أتحدث إليك .
لست أنا زعيم القطيع ، إن زعيم القطيع هو ذلك الذكر العجوز الذي يأكل تحت الشجرة الكبيرة هناك .
عجبًا لك كيف تكون بهذه القوة ولا تكون أنت زعيم هذا القطيع ؟ ثم تابع الأسد فهام: لو كنت مكانك لما رضيت بهذا العجوز زعيمًا… ثم إنصرف الأسد فهام وترك ذكر الجاموس القوي. أخذ ذكر الجاموس يفكر في كلام الأسد وقال لنفسه:إن كلام هذا الأسد القوي حق، إنه يفهم في فن الزعامة والقوة، فعلا كيف لذكر قوي مثلي أن يخضع لجاموس عجوز مثل هذا؟ وذهب ذكر الجاموس لأقرانه الشباب وقال لهم: يا شباب الجاموس الأقوياء، كيف تخضعون لذكر الجاموس العجوز هذا؟ هل ترضون بي زعيمًا لكم ؟.اسمعوا ، سألبي مطالبكم ولا تخضعون لسلطة الجاموس العجوز ،فهو يمنعنا كثيرًا من فعل ما نريد. قال واحد من شباب الجاموس : الحقيقة أن الذكر العجوز لديه خبرة في القيادة أكثر منك ومنا .
صاح فيه الآخرون : إصمت فمن اليوم سوف نتحرر من سلطة الذكر العجوز . وبعد هذا الموقف إنقسم القطيع إلى قسمين كبيرين ، قسم يضم كبار السن وقسم آخر يضم صغار السن ، ونشأ بينهم خلاف وقتال تساقط فيه الجرحى والقتلى حتى سقط الذكر القوي نفسه جريحًا .. حينئذ إنقض عليه الأسد فهام وأخذ يجره خارج أرض القطيع ولم ينتبه إليه أحد .
قال الجاموس الجريح للأسد : إلى أين تأخذني خارج أرض القطيع ؟ هل تريد أن تتحدث إلي بصفتي الزعيم الجديد للقطيع .
لا ولكن لكي آكلك .
وأين إعجابك بي ؟
لقد أغريتك بحب الزعامة حتى تقاتلتم فنلت منكم صيدًا سمينًا بجهد قليل .
قال الذكر الجريح : هنيئًا لك أيها الأسد الذكي ، هنيئًا لك بصيدك السمين ، كل واشبع بحلم جاموس تسبب في فرقة أهله فأضاع وحدتهم .. أيها الأسد من حقك أن تزهو بنجاحك لأنك خدعتني ، من حقك أن تأخذ من لحمي وتعطي صديقك الذي قاتلناه وكدنا نقتله حينما كنا صفّا واحدًا .
وهنا إجهز الأسد فهام على الجاموس وأكل منه حتى شبع وحمل معه من لحمه إلى صديقه الأسد الجريح ، الذي تعجب له كيف إستطاع أن يظفر بهذا الذكر القوي ولم يصب ولو بخدش بسيط .. فجلس فهام يحكي  له الحكاية من البداية ..
***
المؤلف/عبدالله محمد عبد المعطي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button