قصة الفرق بين المتعلم و الجاهل 

يروى أنه في أحد الأيام،سأل معلم تلميذًا بليدًا ، متقدمًا في السن ، فقال له : من خلقك؟! ..فاحتار التلميذ في أمره ، وأخذ يلتفت يمينًا وشمالاً  دون أن يجيب ! فكرر المعلم السؤال ، وألح في طلب الجواب ، فأجاب التلميذ مترددًا : لقد خلقني أبي وأمي .
فاستغرب المعلم من هذا الجواب ، وتعجب من جهل هذا التلميذ ! ثم سأل تلميذًا آخر صغير السن السؤال نفسه ، فأجابه : إن الله خلقني ، وصورني وأحسن صورتي ، بدليل قوله تعالى ، بسم الله الرحمن الرحيم (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) صدق الله العظيم .. الآية 4 من سورة التين .
فقال له المعلم : لقد أحسنت الجواب أيها التلميذ النبيه ، ثم قال للتلميذ الكبير : هذا أصغر منك سنًا ، وقد أحسن الجواب فلماذا لم تجب قبله ؟ ..قال : لأني ولدت من زمن طويل ، ولذلك نسيت من خلقني ، أما هذا الولد الصغير ، فولد في عهد قريب ، ولذلك لم ينس من خلقه .
فضحك المعلم والتلاميذ ، وحكموا بجهله ، وسخافة عقله ، وأنشد قول الشاعر :
أخو العلمِ حيٌ خالدٌ بعدَ موته .. وأوصالُهُ تحت الترابِ رميم …. وذو الجهل ميتٌ وهو ماش على الثّرى .. يظن منَ الأحياءِ وهو عديم ..

Exit mobile version