تدور أحداث قصتنا هذه في إحدى الغابات الجميلة، فقد كان هناك مجموعة كبيرة من القردة يعيشون مع بعضهم في أمن و أمان، وكان يقود هذه المجموعة قرد كبير و قوي يسمى الزعيم “قرود ” فقد كان الزعيم قرود هو قائد هذه المجموعة، و هو المسيطر و المتحكم في كل كبيرة و صغيرة و هو الذي يتخذ القرارات المهمة .كان جميع أفراد المجموعة من القردة يقومون في كل صباح بجمع الطعام و وضعه في مخزن كبير مخصص لها .فقد كانت هذه هي سياستهم و يكون الزعيم هو المسؤول عن توزيع الطعام، لكن كان هناك قرد يتيم وكسول جداً يكره العمل و يحب الأكل كثيراً، فأطلقت عليه مجموعة القردة اسم كسول .
كان كسول يعلم بأنه إذا لم يقم بجمع الطعام فإن الزعيم لن يعطي له أي شيء يأكله .
فكر هذا القرد الكسول في طريقة تجعله يحصل على طعامه دون عناء أو مشقة، وفي يوماً من الأيام خطرت له فكرةعندما استيقظ الجميع ذلك اليوم ولم يجدوا هذا القرد فقد اختفى، وبعد قليل جاءهم مسرعاً و قال للمجموعة أنه شاهد مجموعة من الصيادين يقتربون من المكان و أنه يجب عليهم الاختباء حتى لا يكونوا عرضة للصيد و لكي لا ينتهي بهم الأمر في إحدى حدائق الحيوان أو في أي سيرك .
اصيب الجميع بالهلع و الخوف و اتجه كل منهم نحو بيته بسرعة و اختبئ فيه ، استغل القرد الكسول هذه الفرصة الذهبية و اتجه إلى مخزن الطعام و أخذ كمية كبيرة من الطعام و قام بوضعها في منزله ليأكل منها كيفما يشاء و في أي وقت يشاء دون تعب .
وعند حلول الليل خرج الجميع من مخبأه و حصل كل منهم على طعام قليل لأنهم لم يعملوا كثيرا في صباح ذلك اليوم بسبب هربهم وخوفهم من الصيادين كما أخبرهم كسول .
أحس الزعيم بأن هناك شيئاً غريباً، فمن غير الممكن أن يمر الصيادون على المنطقة دون اصدار أي فوضى ،كما انه لم يسمع صوت إطلاق النار، فالمكان يوجد به العديد من الحيوانات، و الذي جعل الزعيم متأكد بأن هناك خطب فهو لم يعثر على آثار أقدام للبشر .
شك الزعيم في الخبر الذي قاله القرد كسول و قرر بأن يراقبه لعله يعرف السبب وراء فعلته،وبالفعل لاحظ أن القرد كسول لا يخرج من بيته أبداً .فسأل نفسه : كيف يحصل هذا كسول على الطعام إذا لم يخرج لإحضاره في الصباح مثل باقي المجموعة ؟فقرر أن يقتحم بيته، وعندما دخل إلى بيته وجد كمية كبيرة من الطعام، وأصيب القرد كسول بصدمة شديدة و شعر بأنه تم كشف أمره .بعد ذلك أخبر الزعيم بكل ما حدث و وعده أنه لن يكرر ما حدث مرة أخرى وأنه سيعتمد على نفسه في جمع طعامه .لكن الزعيم قرود قال له : حكمت عليك بالنفي من مجموعتنا وعليك المغادرة قبل حلول الظلام .حزن كسول وكانت الدموع تملئ عينيه، قال لجميع القرود التي كانت تتفرج : أقسم يا رفاقي أني لن أعيدها مرة أخرى فأنا يتيم وصغير ولازلت أتعلم منكم .حزنت مجموعة القرود على حال كسول وطلبوا من الزعيم العفو عنه هذه المرة على أن لا يكرر فعلته .
وافق الزعيم قرود و قال له : سأسامحك إذا قمت بجمع كمية مماثلة لهذه الكمية التي أخذتها من مخزن الطعام، و يجب عليك أن تتخلى عن الكسل إذا كنت تريد أن تحصل على الطعام .
فوافق القرد كسول و انطلق مع باقي المجموعة يقوم بجمع الطعام ومنذ ذلك اليوم أصبح كسول نشيطاً جداً ،وقرر أفراد مجموعته أن يطلقوا عليه اسم نشيط .