قصة القهوة المالحة – توتي توتي
كان شاباً عادياً، رأى تلك الفتاة لأول مرة فلفتت انتباهه، فبدأ بتتبعها ويسأل عنها وعن عائلتها .ثم تقدم لخطبتها والتي تمت بالفعل، وبعد فترة كان أول لقاء لهما وقد خرجا معاً، ولكن كان يبدو عليهما أنهما في غاية الخجل والارتباك، ولكن فجأة طلب الشاب من النادل ملح ليضعه في قهوته مما أثار استغراب الفتاة فسألته كيف !! ملح بالقهوة أليس غريبًا !!
كانت فرصة للشاب للتخلص من ارتباكها فأخبرها أن القهوة المالحة هي وسيلته للمحافظة على ذكرى أيام طفولته وأمه وأبيه حيث قضى طفولته بالقرب من البحر .مما أثار الفتاة ورق قلبها له كثيرًا واستمرت اللقاءات بينهما وتم زواجهما بالفعل .وكانت العروس كلما أعدت للشاب القهوة كانت تضع له الملح بها وهو يشربها عن طيب خاطر.
مرت السنوات بهاذين الزوجين الذي جمعتهما الحياة ثم قلبيهما اللذان ارتبطا ارتباطًا وثيقًا برباط المودة والحب وأسسا بيتًا دافئًا .وقد انجبت له ستة من الأبناء، ولكن بعد العشرة الطويلة وحب استمر لحوالي أربعين عامًا مات الزوج بعد أن ملئ حياة تلك الزوجة بالذكريات والشوق ولكنه ترك لزوجته رسالة كي تقرأها بعد موته حيث أوصاها ألا تقرأها إلا بعد موته .مرت أيام قليلة وتوفي الزوج مغادرا عالم زوجته المحبة ،وبعد أيام فتحت رسالتها لقرأتها والتي قال فيها :زوجتي الغالية وأم أبنائي أعرف أن أيامي قد قاربت على النهاية لذا فأنا قررت أن أكتب لكي تلك الرسالة لأخبرك فيها أنني عشت معكي صادقًا في كل قول وفعل، إلا مرة واحدة فقط كذبت فيها طوال هذه السنوات، وهى عندما خرجنا أثناء خطبتنا وطلبت ملح للقهوة فقد كنت مرتبكًا جداً ،ومن شدة ارتباكي طلبت الملح بدل السكر ومنذ ذلك الوقت وأنا أشرب القهوة بالملح والتي كانت غريبة الطعم في البداية وعند زواجنا خجلت من أن أخبرك الحقيقة حيث وجدتك صدقتني وواسيتني لفراق والدي بشربك قهوة الملح معي .ولكن معكِ أنا أقبل كل شيء، وإن عادت الأيام بي مرة أخرى ،فأنا أقبل أن أشرب القهوة المالحة طوال عمري ،مقابل أن أعيش حياتي معك وأن أحظى بهذا القلب، وأدعو الله أن يجمعنا بجنته، و أثناء قرأتها للرسالة كانت تبكي كما لما تبكي من قبل .
مرت الأيام بسرعة ،وكانت في إحدى الأيام تشرب قهوة الملح ،فسألها ابنها أمي كيف هو طعم القهوة المالحة ؟فقالت إنها على قلبي أطيب من السكر، إنها ذكرى عمري الذي مضى وبدأت في ذرف الدموع حباً ووفاءً لذكرى زوجها .
error: النسخ ليس ممكناً