يُحكى أنه كان هناك عنزة ، ولديها سبعة من الماعز الصغار ، وفي يوم من الأيام ذهبت العنزة في الصباح لتحضر لصغارها الطعام من الغابة ، وقالت لهم قبل الذهاب : يا أحبائي الصغار ، احذروا من الثعلب المكار ، لو دخل إلى البيت سوف يأكلن جميعًا .
فتذكروا أن الثعلب ذو صوت خشن ، وفروه لونه اسود ، فقالت أحدهم لأمها : حسنا يا أمي ، لا تقلقي ولا تخافي ، سوف نحذر من الثعلب جيدًا ، وبعد ذهاب العنزة الأم ، سمعت العنزة الصغيرة صوت خبط على الباب .
وجاء صوت الثعلب من الخارج قائلاً : افتحوا الباب ياأحبائي ، أنا أمكم وقد أحضرت لكم الطعام .. فأجابت من الداخل إحدى العنزات الصغيرات ، قائلة : أنت لست أمنا ، أمنا صوتها جميل وناعم ، أنت الثعلب الماكر وصوتك غليظ وخشن .
فكر الثعلب المكار في حيلة لكي يجعل صوته ناعما ويأكل الماعز ، فذهب إلى المكتبة وأحضر قطع من الطبشور وقام بأكله ، وقد اعتقد أن صوته سوف يصبح ناعما وجميلا ، مثل صوت العنزة الأم ، وذهب عند الخباز وقال له أن إصبعه أصيب ويحتاج أن يضع عليه القليل من الطحين ، وذلك لكي يصبح لون أصابعه أبيض مثل يد العنزة الأم ، ففكر الخباز أن الثعلب الماكر يعد حيلة لكي يخدع أحد .
فقال الخباز بصوت مرتفع : أنا لن أساعدك أيها الثعلب المكار اللعين ، فقال له الثعلب : إن لم تفعل ما أردت سوف آكلك .. فخاف منه الخباز ووضع له الطحين الذي طلبه وهو يرتعد من الخوف ، ووضعه على يديه وقدميه .
عاد الثعلب المكار لبيت العنزات ، وطرق الباب ثانية ، وقال الثعلب بصوت أشبه بصوت العنز الأم : يا أحبائي يا صغار افتحوا الباب ، لقد أحضرت لكم الطعام ،قالت إحدى العنزات الصغيرات : أرنا يديك من الشباك ،وسوف نعرف إن كنتِ أمنا أم لا .
فأراهم الثعلب الماكر يده ، فاطمأنوا وفتحوا الباب ، ودخل عليهم الثعلب المكار ، ، خافت العنزات خوفًا شديدًا ، وجروا في كل مكان لكي يختبئوا، وبالفعل وجدهم الثعلب المكار ، وأكلهم واحدة تلو الأخرى ، ولكن ظلت واحدة صغيرة لم يجدها الثعلب ، وهي التي اختبأت خلف الساعة ، وبعد أن ملأ الثعلب المكار معدته ، ذهب ليستريح ، تحت شجرة وينام قليلاً .
بعد قليل عادت العنزة الأم للمنزل ، ووجدت الباب مفتوحا ، وكل شئ بالبيت تم تكسيره تمامًا ، راحت تنادي على أبنائها الصغار ، فلم يجب أحد ، لكنها سمعت صوت العنزة الصغيرة ترد عليها أخيرًا وهي تبكي قائلة : أنا هنا يا أمي ، أنا هنا يا أمي ، أنا مختبئة هنا تحت الساعة .
ثم روت العنزة الصغيرة لأمها ما حدث ، فغضبت العنزة الأم غضبًا شديدًا ، وجرت على الثعلب المكار فوجدته نائم ، فأحضرت مقص وخيط ، وفتحت بطنه وهو نائم ، وأخرجت صغيراتها من بطنه واحده تلو الأخرى ، وأنقذتهم جميعًا .
وقررت العنزة الأم الانتقام من الثعلب ، فوضعت حجرًا كبيرًا داخل بطن الثعلب ، وخيطته بالإبرة والخيط ، وأخذت صغارها ثم عادت بهم للمنزل .
استيقظ الثعلب من النوم ، عطشان و تعبان من الأحجار الذي فى بطنه ، وظل يتألم من بطنه ، ويقول : آه يا بطنى .. آه يا بطنى .. وجرى إلى البير ليشرب منه ، وبسبب الأحجار الثقيلة في بطنه ، سقط في البئر وهو لا يعرف السباحة فغرق .
وعندما خرجت العنزة الأم مع صغارها ، ليذهبوا للشرب من البئر ، شاهدوا الثعلب الغرقان . وفرحوا جدًا فقد أخذ الشرير جزائه .