قصة الملك الظالم ودعاء الصياد
قصة الملك الظالم ودعاء الصياد – توتي توتي
كان في قديم الزمان يُروى عن صياد لديه زوجة وأولاد، لم يرزقه الله بالصيد عدة أيام، حتى بدأ الزاد ينفد من البيت ولكنه كان صابراً محتسباً، وبدأ الجوع يسري في الابناء، وكان الصياد كل يوم يخرج للبحر إلا أنه لا يرجع بشيء.
وظل على هذا الحل عدة أيام وذات يوم، يأس من كثرة المحاولات، فقرر أن يرمي الشبكة لآخر مرة، وإن لم يظهر بها شيء سيعود للمنزل ويكرر المحاولة في اليوم التالي.فدعى الله ورمى الشبكة، وعندما بدأ بسحبها، أحس بثقلها، فاستبشر وفرح، وعندما أخرجها وجد بها سمكة كبيرة جداً لم ير مثلها في حياته فأمسكها بيده، وظل يسبح في الخيال ماذا سيفعل بهذه السمكة الكبيرة ؟
فأخذ يحدث نفسه ،سأطعم أبنائي من هذه السمكة ،وسأحتفظ بجزء منها للوجبات الأخرىو سأتصدق بجزء منها على الجيران وسأبيع الجزء الباقي منها وفجأة !!قطع عليه أحلامه صوت جنود الملك، يطلبون منه اعطائهم السمكة لأن الملك بحاجة لها بعد أن سمع عنها من الجنود .فلقد قدر الله أن يمر الملك مع موكبه في هذه اللحظة بجانب الصياد ويرى السمكة ويعجب بها فأمر جنوده بإحضارها ،رفض الصياد اعطائهم السمكة، فهي رزقه وطعام أبنائه، وطلب منهم دفع ثمنها أولا، إلا أنهم أخذوها منه بالقوةوفي القصر ، طلب الحاكم من الطباخ أن يجهز السمكة الكبيرة ليتناولها على العشاءوبعد أيام اصاب الملك داء ( الغرغرينا ، وكان يطلق عليه اسم غير هذا الاسم في ذلك الزمان) فاستدعى كل الأطباء في البلاد .فكشفوا عليه وأخبروه بأن عليهم قطع إصبع الرجل حتى لا ينتقل المرض لساقه، فرفض الملك بشدة وأمر بالبحث عن دواء له، وبعد مدة أمر بإحضار الأطباء من خارج البلاد، وعندما كشف الأطباء عليه، أخبروه بأن عليه بتر قدمه لأن المرض انتقل إليها .ولكنه أيضا عارض بشدة بعد وقت ليس بالطويل، كشف الأطباء عليه مرة ثالثة، فرأوا أن المرض قد وصل لركبته فألحوا على الملك ليوافق على قطع ساقه لكي لا ينتشر المرض أكثر.فوافق الملك هذه المرة وفعلا قطعت ساقه وفي هذه الإثناء، حدثت اضطرابات في البلاد ضد الملك، وبدأ الناس يتذمرون.فاستغرب الملك من هذه الأحداث، أولها المرض وثانيها الاضطرابات في البلاد ضده، فاستدعى أحد حكماء المدينة، وسأله عن رأيه فيما حدث !!فأجابه الحكيم : لابد أنك قد ظلمت أحداً ؟فأجاب الملك باستغراب : لكني لا أذكر أنني ظلمت أحداً من رعيتيفقال الحكيم: تذكر جيدا، فلابد أن هذا نتيجة ظلمك لأحد .فتذكر الملك السمكة الكبيرة والصياد، وأمر الجنود بالبحث عن هذا الصياد وإحضاره على الفور.فتوجه الجنود للشاطئ، فوجدوا الصياد هناك، فأحضروه للملك .فخاطب الملك الصياد قائلا: أصدقني القول، ماذا فعلت عندما أخذت منك السمكة الكبيرة؟فتكلم الصياد بخوف: لم أفعل شيئا !!فقال الملك: تكلم ولك الأمان .فاطمأن قلب الصياد قليلا وقال : توجهت إلى الله بالدعاء قائلا ” اللهم لقد أراني قوته علي، فأرني قوتك عليه ”صعق الملك مما سمع ،و ندم كثيراً وأمر للصياد بسمكة أكبر من الأولى وعينه في قصره وطلب منه العفو .وبعد أيام هذأ الشعب وارتاحت البلاد ،والأطباء طمأنوه عن ساقه فالمرض توقف ولم ينتشر أكثر .
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
error: النسخ ليس ممكناً