يحكى أنه كان هناك ولد إسمه عمر وكان والد عمر رجلًا مهمًا ومشغولًا للغاية واعتاد أن يعمل لساعات طويلة جدًا ، لدرجة أنه كان عليه في كثير من الأحيان العمل طوال عطلة نهاية الأسبوع ، وفي أحد الأيام وكان يوم الأحد استيقظ عمر في وقت مبكر ، وعندما سمع صوت والده يفتح الباب الأمامي ليذهب إلى مكتبه ، ركض عمر لسؤاله بعض الأسئلة :
فقال له : ” أبي لماذا يجب عليك الذهاب إلى العمل اليوم ؟ يمكننا اللعب بعض الوقت ” ،
فقال له والده : أنا لا استطيع اليوم يا عزيزي فلدي بعض الأمور المهمة جدًا التي يجب عليّ متابعتها ” ،
فقال عمر لوالده المنشغل دائمًا : ولماذا هي مهمة ؟
فقال الأب : حسنًا يا عزيزي ، لأنه إذا تم تنفيذها بشكل جيد ، فستعني الكثير بالنسبة للشركة .
فاستطرد عمر قائلًا : ولماذا تعني لك الكثير؟
فقال والده : لأن الشركة ستجني الكثير من المال ، ومن الممكن أن تروّج لي وترقيني .
فقال عمر ببراءة شديدة لوالده ولماذا تريد الترقي ؟
فقال الأب لطفله : للحصول على وظيفة أفضل وكسب المزيد من المال .
فقال عمر لوالده : حسنًا هذا عظيم يا أبي ! ولكن عندما تكون لديك وظيفة أفضل ، هل ستتمكن من اللعب معي؟
فكر والد عمر لفترة فاستمر الولد مع أسئلته ، وقال لأبيه : “ولماذا تحتاج إلى كسب المزيد من المال؟
فقال الأب : لتكون قادر على الحصول على منزل أكبر وأفضل ، وحتى يكون لديك المزيد من الأشياء ،
فسأل عمر والده قائلًا : ولماذا نحتاج إلى منزل أكبر هل نحتاج مكان ما لوضع كل هذه الأشياء الجديدة ؟
فقال الأب : لا يا ولدي ولكن مع منزل أكبر سنكون أكثر راحة ، وسنكون قادرين على القيام بمزيد من الأشياء.
فكر عمر لفترة من الوقت ، ثم ابتسم وقال : هل سنتمكن حينها من عمل المزيد من الأشياء معًا ؟ عظيم! اذهب بسرعة يا أبي وسأنتظر السنوات المتبقية قبل أن يكون لدينا منزل أكبر .
عند سماع ذلك أغلق والد عمر الباب الأمامي دون أن يغادر ، فقد كان عمر ينمو يومًا بعد يوم وكان والده يعلم أنه لا يستطيع الانتظار لفترة طويلة ، لأن ولده سيتخطى سن طفولته دون أن يحظى بالوقت معه ، فخلع سترته وترك حاسوبه وتقاريره ، وجلس مع عمر للعب معه ، وحينها قال عمر الذي كان مندهشًا وسعيدًا للغاية : “نعم يا أبي ، أعتقد أن الترقية والمنزل الجديد يمكن أن ينتظروا لبضع سنوات.”