يُحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك رجلاً و ابنه الذي يدعى أحمد البالغ من العمر 20 عام ، جالساً في القطار بجانب النّافذة ، وكان بجانبهما رجل وزوجته .
بدأ القطار بالتحرك شيئآ فشيئآ و كانت تغمر أحمد فرحة لا توصف وعندما إنطلق القطار مسرعآ أخرج أحمد يده من النّافذة وشعر بمرور الهواء ، وقال أبي ، أترى كلّ هذه الأشجار تسير وراءنا ، فتبسّم الرّجل مستمتع بفرحة إبنه. بدأ الرجل وزوجته يستمعان إلى ما يدور من حديث بين الأبّ وابنه الشّاب وشعروا بقليل من الإحراج، فكيف يتصرّف شاب في هذا العمر مثل الطّفل ، فقال الزوج لزوجته هو ليس بمجنون ولكن كيف يتصرف هكذا وضحك الزوجان على أحمد وتصرفاته الصبانية .
فجأةً صرخ أحمد مرةً أخرى ، أبي أنظر إلى الغابة وما فيها من حيوانات ، أنظر إلى الغيوم كيف تسير مع القطار واستمر تعجّب الرجل وزوجته من حديث الشّاب أحمد مرةً أخرى .
ثمّ ظهرت الشمس بعد ذهاب الغيوم ، فامتلأ وجه أحمد بالسّعادة وصرخ مرةً أخرى أبي ،إنها أشعة الشمس الجميلة انظر يا أبي وفي هذه اللحظة لم يستطع الزّوجان السّكوت..
وسألا الرّجل : مما يعاني إبنك ..
فضحك والد أحمد وأكثر من التبسم والضحك وهو ينظر لابنه بسعادة .
فتعجب الزوجان من تصرفه وأكمل الزوج كلامه قائلآ : هل قمت من قبل بزيارة للطّبيب من أجل فحص إبنك والحصول على علاج لحالته هذه .
هنا قال الرّجل : إنّنا قادمون من المستشفى يا بني ، حيث أنّ ابني قد أصبح بصيراً ويرى لإنه منذ أن كان في الخامسة من عمره أصيب بالعمي ولم يرى النور و الآن هو فرح بما لم يراه منذ تلك الأعوام .
فتذكّر دائماً…. لاتحكم علي النّتائج حتّى تعرف كلّ الحقائق.