كانت أسرة زينب تعيش في إحدى القرى الجميلة وكانت الأسرة مكونة من زينب الفتاة الرائعة والخلوقة، ووالدها العم سعيد ،ووالدتها وأخويها الصغيرين .كبرت زينب هذا العام ودخلت المدرسة وأصبحت كبيرة وجميلة ،وكانت تحب الحيوانات كثيراً وتعطف عليهم وتطعمهم وترفق بهم، وقبل قدوم عيد الأضحى المبارك، قال الأب لزينب أنه سيحضر خروف كأضحية لعيد الأضحى، ففرحت زينب بذلك.وفي يوم من الأيام كانت زينب تنتظر والدها بفارغ الصبر والذي ذهب لشراء أضحية العيد مع أخويها، وفجأة رأت زينب والدها قادماً ويمسك بحبل ربط فيه الخروف، فصعدت بسرعة لسطح المبنى الذي تسكن فيه، لكي تضع بعض الطعام والماء للخروف، لأن سطح المبنى هو المكان الذي سيقومون بوضع الخروف فيه.
أتى والد زينب وأخويها ومعهم الخروف، وقام والدها بربط الخروف جيداً حتى لا يقفز من سطح المبنى، ظلت زينب تراقب الخروف هي وأخويها، وكانت تمسح على صوف الخروف الناعم النظيف الجميل، وأحبت زينب الخروف كثيراً، وكانت تعتني به جيداً ويومياً، وتطعمه وتسقيه.
ولما حل أول أيام عيد الأضحى المبارك، أستيقظ جميع أفراد أسرة زينب مبكرا لأداء صلاة العيد في المسجد المجاور لمنزلهم، وعندما ذهب والدها وأخويها لصلاة العيد ،ارتدت زينب فستانها الجديد الجميل، ولما عادت الأسرة من أداء صلاة عيد الأضحى المبارك، باركت الأسرة لبعضها بحلول العيد واستأذنت زينب من والدها أن تصعد هي وأخويها لسطح المبنى لرؤية الخروف واللعب معه قليلاً.
وبالفعل أذن لها والدها أن تصعد وتراه، وأتى الجار لكي يقوم بذبح الخروف كأضحية عيد الأضحى المبارك، فلما رأت زينب الجار وهو يستعد لذبح الخروف، صرخت زينب بأعلى صوتها، لأنها أحبت الخروف كثيراً ولا تريد أي أذى للخروف.
لكن والدها ذكرها أنه لم يشتري الخروف لكي تلعب به، وقال لها أنه يحمد الله هذا العام بأن الله رزقه بالمال الوفير حتى استطاع أن يشتري كبش للعيد .فقال جارهم العم مسعود : يا زينب إن هذه الأضاحي ليست للتسلية والقتل ،بل لأداء أضحية عيد الأضحى المبارك حتى يباركنا الله .
فقال والدها : يا زينب نحن سنأكل منه ونقوم بتوزيع لحمه على المساكين والمحتاجين.
فقال الجار العم مسعود يا زينب إن سيدنا إبراهيم عليه السلام رأى في المنام أنه يذبح أبنه إسماعيل عليه السلام، وكان على سيدنا إبراهيم عليه السلام تنفيذ أمر الله تعالى، وعندما قرر ذبح أبنه إسماعيل عليه السلام، فداه الله تعالى بكبش عظيم، وقام سيدنا إبراهيم عليه السلام بذبح هذا الكبش بدلاً من ذبح أبنه إسماعيل عليه السلام.
ولما انتهى والد زينب من شرح الغاية والغرض من شراء الخروف وذبحه، لاحظ والدها أنها توقفت عن البكاء، فطلب منها أن تقف وترى عملية ذبح الخروف، وتقف أيضا وهي تدعي الله تعالى أن يتقبل هذا الخروف لأن الله سيغفر لنا ذنوبنا بالتقرب إليه بذبح الأضحية.وبعد انتهائهم من عملية الذبح والتقطيع والتنظيف .
طلب والد زينب منها ومن اخويها مشاركته في توزيع لحم الخروف على الفقراء والمساكين، وفرحت جداً أنها ستقوم بالتوزيع، وستساعد والدها الغالي وستقوم بعمل خير لله تعالى.
وزادت سعادتها جداً لما رأت فرحة المحتاجين والفقراء باللحم الذي تم توزيعه عليهم، ولما عادت زينب للبيت مع والدها وأخويها ،دعت الله تعالى أن يرزق والدها بالمال الكثير حتى يتمكن من التضحية بخروف العام القادم.