كان يا ما كان في قديم الزمان، وفي غور جبل من الجبال ، بركة عميقة جداجدا ، كانت في هذه البركة أسماك كثيرة وكبيرة الحجم ، لذلك كان رجال القرية غالبًا ما يذهبون إليها للصيد أثناء العمل .
وفي أحد الأيام ، وبينما كان أحدهم جالسًا يصطاد على ضفتها ، غلبه النعاس فاستسلم للنوم آنئذ ، وخرج من الماء عنكبوت ، وعلّق خيطًا من خيوطه بأصابع قدم هذا الرجل !.
ثم عاد العنبوت من حيث أتى إلى داخل المياه ! ثم عاود الكره من جديد ، إذ خرج من الماء وعلق خيطا آخر بأصابع قدم الرجل ، ثم عاد من حيث أتى إلى داخل المياه !..وما كان للرجل أن يكترث بالخيط الأول أو الثاني في البداية.
لكنه تملى الأمر في نفسه ، وقال : أليس هذا بغريب !!
ولأن العنكبوت ، خرج مرارًا لتعليق الخيوط بأصابع قدمه ، بدأ يرفعها بهدوء من على أصابع قدمه ، ويعلقها بجذع الصفصافة القديمة ، وبينما كان يفعل وانتهى جاءه من أعماق البركة صوت .
وقال الصوت : اسحاااااااااب للأسفل ، اسحاااااااااب للأسفل ! أخذ جذع الصفصافة يطقطق من الجذور ، وفجأة اقتلع دفعة واحدة ورسا في أغوار البركة ، عندما شاهد الرجل ذلك ، دهش.
قال الرجل في نفسه : نعم ، نعم ، نعم … لقد فهمت ! يعني لو لم أرفع الخيوط وأعلقها بجذع الصفصافة ، لانسحبت أنا إلى أغوار المياه … وأحس بالبرودة تسري في ظهره من الخوف. جاء آنذاك صوت من قاع البركة يقول له : أنت رجل ذكي ، أنت رجل ذكي ، أنت رجل ذكي جدًا .
عاد الرجل إلى بيته ، وروى لزوجته وأولاده ما حدث له عند البركة ، فقالت له زوجته : لو تعلقت بخيوط العنكبوت ، لسقطت في أغوار البركة ، والتهمك العنكبوت والأسماك الكبيرة ، حسنا ما فعلت بتعليقك خيوط العنكبوت بجذع الصفصافة القديمة ، وفرح أولاده بعودته للبيت سالمًا ، وفرحوا أكثر بذكاء أبيهم ، وهنا انتهت الحكاية .