كان هناك رجل طيب القلب تقي يشتغل بصناعة الحصير وكان كلما وجد مصلى بلا حصير أسرع إليه وفرشه بالحصير الجديد على نفقته الخاصة. وفي ليلة من الليالي جاءته رؤية عجيبة وهو نائم، فقد رأى عموده الفقري يتشكل ويدلى عنقود من العنب والناس تأتي فرادًا وجماعات يأكلون من عنقود العنب هذا ، والعنقود لا ينفد .
ولما تكررت الرؤية ، ذهب الرجل لأحد الشيوخ الصالحين وقص عليه رؤيته فسأله الشيخ إن كان له ذرية فقال له ولدي محمود عمره عامان فقال له الشيخ ألحقه بالأزهر الشريف حتى يتعلم العلوم الشرعية فسوف يكون له شأن كبير وبالفعل فعل الرجل .
وعندما أصبح الطفل في عمر الثمانية أعوام استطاع بفضل الله أن يحفظ القرآن الكريم كاملًا فشكر الأب الله كثيرًا فزاده من فضله وبارك له في ولده كثيرًا ومنحه الكثير من القبول والنجاح فكان بفضل الله ثم دعاء أبيه أول من سجل المصحف المرتل في أنحاء العالم بطريقة رواية حفص عن عاصم ورفض الشيخ محمود أخذ أجرة مالية عن ذلك فوضع الله له ولتسجيله القبول في الأرض وزاده من فضله ، حيث استطاع أن يسجل القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم عام 1961م ثم سجل القرآن برواية ورش عن نافع عام 1964م .
ثم بدأ في توصيل القرآن لكل بلدان العالم حيث كان أول من رتل القرآن في الأمم المتحدة عام 1977م ، وأول من أذن لصلاة الظهر في الأمم المتحدة عام 1977م وبعدها بعام كان أول من رتل القرآن الكريم في القصر الملكي في لندن عام 1978م كما كان أول قارئ يقرأ القرآن في البيت الأبيض وقاعة الكونجرس الأمريكي وظل يجاهد ليصل كلام الله وصوته في كل مكان في العالم ، حتى توفاه الله في الرابع والعشرين من شهر نوفمبر عام 1980م إنه شيخ القراء الشيخ محمود خليل الحصري ..