قصص اطفال

قصة قانون القوة

كانت الطيور تعيش في أعشاشها على الشجرة الكبيرة في حسن جوار وحب وتعاون ، فالحمامة تعيش مع صغارها ، وكذلك اليمامة والعصفورة ، تخرج كبار الطيور كل صباح ليلتقط كل منهم رزقه، ويعود حاملاً الطعام لصغاره . وفي يوم من الأيام جاء الغراب إلى الشجرة مناديًا كل الطيور : سوف أقيم عشًّا على هذه الشجرة .
فقالت العصفورة : لا بأس أيها الغراب يوجد مكان خالِ في غرب الشجرة.
فقالت الحمامة: إنه مكان جميل وبعيد عن الشمس.
فقال الغراب في استكبار: إني أريد هذه الشجرة كلها لي، عليكم أن تتركوها وتذهبوا إلى مكان آخر.
قالت اليمامة: وأين تذهب صغارنا أيها الغراب ؟ ثم إن الشجرة كبيرة تسعنا جميعًا.
إن صوت صغاركم سوف يزعجني، وأريد أن يكون المكان حولي هادئًا.
قالت الحمامة: أيها الغراب الظالم أتريد أن نتشرد نحن وصغارنا من أجلك ؟ أتريد أن تدمر حياتنا من أجل هدوئك المزعوم ؟
صاح الغراب قائلاً: إصمتي أيتها الحمامة، لقد أنذرتكم جميعًا وأعطيكم مهلة إلى الغد، فإذا عدت ووجدت أي عش في الشجرة فسوف أهدمه، وأقتل من فيه، هذا إنذاري الأخير…وانصرف الغراب تاركًا وراءه همَّا ثقيلاً على صدور الطيور .
قالت العصفورة : لا مفرّ سوف أبحث عن شجرة أخرى أنقل إليها صغاري فإني أخاف عليهم من بطش الغراب .
قالت اليمامة: أما أنا فسوف أنتظر للغد فلعله يغير رأيه، وإن جاء لينفذ وعيده انصرفت مسرعة بصغاري إلى مكان آمن، ثم أبحث عن شجرة أخرى أبني فيها عشّا جديدًا.
فردت عليها العصفورة : ولكنك حينئذِ تعرضين صغارك للخطر .
وهنا قالت اليمامة لهما : وهناك إحتمال ألا يأتي ، لذا لن أكلف نفسي بعناء الإنتقال .
قالت الحمامة: أما أنا فسأفعل أمرين في آن واحد.
ما هما ؟
سوف أبحث لصغاري عن شجرة أخرى، وفي نفس الوقت سوف أحاول ردع الغراب لكي يترك شجرتنا إلى مكان آخر.
ماذا ستفعلين ؟
دعوني أحتال عليه.
ذهبت الحمامة إلى صديقتها البطة، وروت لها القصة، وسألتها هل يمكن أن تساعديني يا صديقتي البطة ؟ فقالت البطة: تعلمين يا صديقتي الحمامة أنني أعيش حياتي بين الأرض والماء ، ولا علاقة لي بالأشجار أو بالغربان ، ولكني أعرف صقرًا كنت أسديت إليه معروفًا ، فقد أنقذت يومًا أحد أبنائه الصغار كان قد وقع في الماء ، فاذهبي إليه.
ذهبت الحمامة إلى الصقر وقالت له : إني  قد أتيت إليك من عند البطة .
مرحبًا بك وبكل من يأتي من عند البطة الطيبة… وروت الحمامة القصة للصقر وكيف تعرضت هي وجيرانها لتهديد الغراب .
قال الصقر : دعي الأمر لي وسوف أفعل اللزوم بإذن الله .
وفي اليوم التالي عاد الغراب لينفذ وعيده ويطرد الطيور الآمنة ، ولما رآهم صاح فيهم : أما زلتم تسكنون الشجرة ، لقد حكمتم على أنفسكم بالهلاك ، ولما هم بهدم الأعشاش ، جاء الصقر فوقف على الشجرة وقال : ماذا تفعل أيها الغراب ؟
إرتبك الغراب وقال : أريد أن … أزيل هذه الأعشاش القديمة .
لم يجد الغراب جوابًا وقال ؟ لقد طلبت مني هذه الطيور أن اساعدها في  هدم أعشاشها لتبني أعشاشًا جديدة في شجرة أخرى .
صاحت الطيور : لم نطلب منه شيئًا إنما هو معتدِ آثم يريد أخذ شجرتنا .
فوقف الغراب خائفًا أن يقتله الصقر .
صاح الصقر : إنطلق أمامي أيها الغراب الظالم .
لا تقتلني أيها الصقر ، أرجوك فإن لديّ صغارًا أطعمهم وأسهر عليهم .
ولماذا تريد قتل صغار الحمامة واليمامة والعصفورة ؟
لقد اغرتني قوتي عليهم ، ولكني فهمت الآن أن فوق كل قوي من هو أقوى منه ، أتركني ولن أعود إلى ذلك مرة أخرى .
سوف أتركك رحمة بصغارك ، مع أنك لا تعرف الرحمة .
أشكرك أيها الصقر النبيل .
وهكذا عاد السلام إلى الشجرة ، واطمأنت الطيور ، وفرحت ببقائها في الشجرة مع صغاره ، وعاشوا في حسن جوار وحب وتعاون …
***
المؤلف/ عبدالله محمد عبد المعطي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button