قصص اطفال

قصة القرد مطيع

كان القرد سرحان يعيش مع إبنه القرد مطيع ، وكان القرد سرحان يحب إبنه حبَّا كبيراً ، فكان يصحبه معه في بعض الأحيان خارج البيت ، ويتركه أحيانًا أخرى إذا لم تسمح الظروف بأخذه معه ، ولأنه يحبه كان يأمره ألا يخرج وحده، لأنه مازال صغيرًا ، ولا خبرة له بالحيوانات المفترسة ، ولا يعلم بعد كل مخاطر الغابة ، كما أمر ابنه ألا يفتح باب البيت ليدخل أحداً في غيابه .
وفي أحد الأيام خرج القرد سرحان لكي يحضر الطعام كعادته كل يوم ، وبمرور الوقت شعر القرد مطيع بالملل ، فنظر من نافذة البيت ، وأخذ يراقب الحيوانات التي تسير في الخارج ، وبينما الثعلب يسير في طريقه للصيد رأى القرد مطيع وهو ينظر من النافذة .
قال الثعلب لنفسه : لماذا أذهب بعيدًا للصيد اليوم ؟ لو استطعت أن أظفر بهذا القرد الصغير لإسترحت من عناء الصيد ، ولكن يجب أولاً أن أعرف هل يعيش مع أبيه أم وحده ؟ إقترب الثعلب من بيت القرد وقال : كيف حالك أيها القرد الصغير ؟
مرحبًا من أنت ؟ أنا صديق أبيك، من فضلك أخبره بأني أريد رؤيته حالاً.
أبي ليس في البيت ، لقد خرج لإحضار الطعام .
هل يمكنني إنتظاره بالداخل ؟
لا لقد أمرني أبي ألا أفتح الباب لأحد في غيابه، وألا أخرج إلا في صحبته.
لماذا يفعل أبوك ذلك ؟
لأنني ما زلت صغيرًا .
وهنا بدأ الثعلب يكذب على القرد مطيع ويضحك عليه فقال له : إن أباك بهذه الطريقة يحرمك من متعة الحياة ، يجب أن تخرج وأن تلعب مع غيرك من الحيوانات ، يجب أن تكون لك شخصيتك المستقلة … وبالفعل لعبت كلمات الثعلب بعقل القرد الصغير ، وقال : أنت محق أيها العم الطيب .
أشكرك ، هل يمكنني أن أدخل الآن؟
بالطبع سوف أفتح لك الباب .
توجه القرد مطيع ليفتح الباب للثعلب ، ولكن الباب كان مغلقًا بإحكام فلم يستطع فتحه ، فعاد مطيع إلى النافذة وقال : عفوًا أيها الصديق لا أستطيع فتح الباب .
إذا سأكسره من الخارج .
لا، لا تكسر الباب، فهذا سوف يغضب أبي.
لا عليك ، لن يغضب أبوك القرد فهو صديق عزيز .
وحاول الثعلب كسر الباب لكنه لم يستطع ، فشعر بالغضب لأن فريسته السهلة سوف تضيع من يده ، فأخذ يدفع الباب بقوة وهو ينظر إلى القرد الصغير نظرة الجائع ، وأخذ يلهث ولعابه يسيل .
قال القرد مطيع : ما لك تنظر إليً هكذا يا عمّ ؟
هذه نظرة حب لك يا ابن أخي ، إني لا استطيع أن أفتح الباب ، ألا تخرج انت إلي من النافذة؟
لا ، لقد أمرني أبي بعدم الخروج .
قال الثعلب وهو في حالة من هياج الجوع: أبوك مرة ثانية ؟ هيا أخرج يا صديقي ، إن المتعة والسعادة في إنتظارك ، هيا ودع الحياة الرتيبة المملة ، سوف أحفظك بجوار قلبي أيها الإبن العزيز … ووافق المطيع وهم القرد بالقفز من النافذة ووقف الثعلب على الأرض كي يلتقطه ، وهنا وصل القرد سرحان ، ورأى ولده الحبيب يستعد للقفز والثعلب ينتظره تحت النافذة أسرع بجنون نحوه وصاح :؛ قف مكانك ، لا تتحرك يا ولدي .
تسمر القرد مطيع في مكانه بينما هرب الثعلب، فأخذ مطيع يناديه : لماذا هربت يا عم ، لقد جاء أبي صديقك ، إنتظر.
قال القرد سرحان لإبنه : لماذا كنت تريد أن تقفز من النافذة ؟
كي ألعب مع صديقك هذا العم الطيب .
إنه ليس صديقي وليس عمك، إنما هو ثعلب جاء كي يضحك عليك ويأكلك.
فقال القرد مطيع وقد إصفر وجهه : يأكلني ؟
نعم يأكلك، ألم أقل لك ألا تخرج ؟ أو تسمح لأحد بالدخول في غيابي ؟
أنا آسف يا أبي ، لقد كدت أدفع حياتي ثمنًا لعدم طاعتي لأوامرك .
سامحك الله يا بني،والحمد لله أني وصلت في الوقت المناسب….
 
***
المؤلف/عبدالله محمد عبد المعطي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button