قصص اطفال

قصة القرد فلحان

كان القرد فلحان يعيش في الغابة يزرع أشجار الموز ويأكل منها ، وكان يحيا حياة سعيدة عنده الغذاء الذي يكفيه هو وأسرته ، ولم يكن القرد يقضي وقتًا طويلاً في إحضار الطعام لأسرته ، فكان لديه وقت كاف لتعلّم أشياء أخرى عن الطب ومساعدة الحيوانات …
وذات يوم قرر حاكم المدينة المجاورة أن يزيل الغابة ليبني مكانها بنايات كبيرة ، وعندما شعر القرد فلحان أن بيته سوف يزال قرر الهجرة إلى الغابة القريبة وأن يبني بيتًا جديدًا ، وبالفعل وصل القرد فلحان وأسرته إلى الغابة الجديدة وهمّ بالدخول ، فاستوقفه الكلب الحارس وسأله : من أين أتيت أيها القرد؟ فقال فلحان : كنت أسكن في الغابة التي أزيلت واضطررت أن أخرج مهاجرًا إلى غابتكم .
حسنًا لكن لا يمكنني أن أسمح لك بالدخول قبل استئذان الأسد ملك الغابة ، فضع أشياءك واترك أسرتك هنا ، وهيا بنا نذهب لمقابلته …
ذهب الكلب ومعه القرد فلحان إلى بيت الأسد , فقال الأسد: ماذا أتى بك أيها الكلب ؟
لقد كنت مع القرد فلحان ، وحكى له حكاية فلحان …
فقال الأسد : تفضل يا قرد فلحان مرحبًا بك في غابتنا .
شكرًا لك أيها الأسد ، وسوف أبذل ما في وسعي لخدمة الغابة .
ما عندك من مهارات تخدم بها الغابة ؟
إني أجيد زراعة الموز ، وأفهم في فنون الطب ومساعدة الحيوانات .
هذا جيد ، وأنا أدعوك لتعليم الحيوانات كيفية الزراعة ومساعدة المرضى .
سوف أفعل ، وأرجو أن تأمر بإرسال بعض الحيوانات لأدرّسهم ما تعلمت حتى تعم الفائدة .
هذا عظيم .
أمر الأسد جميع الحيوانات أن يختار كل قطيع منهم واحدًا كي يتعلم على يد القرد فلحان فنون الزراعة وأمور الطب ، فقال الخرتيت لصديقه الفيل : عجباً لأمر الأسد ، أنظر كيف جعل هذا القرد الجديد معلمًا لحيوانات الغابة ، وجعلها تجتمع أمامه في أدب وصمت ، وتستمع إليه ، وتسير حسب توجيهاته …
فقال الفيل : يا صديقي الخرتيت هذا هو فضل العلم ، لو كنت تعلم شيئًا لجلست الحيوانات تنصت إليك لتستفيد منك .
نعم عندي علم أستطيع تعليمه للحيوانات .
ما هو ؟
يمكنني تعليمهم كيف يأكلون .
ضحك الفيل وقال : كل الحيوانات يعلمون كيف يأكلون ، لأن هذه فطرة وغريزة في كل المخلوقات وضعها الله فيهم كي تدوم الحياه . إنما العلم هو أن تكتسب حقائق ومهارات من البيئة المحيطة لخدمة الحياة والمخلوقات.
فهمت ويجب أن ألتحق بدروس القرد كي أستفيد منه .
هذا جميل .
ولكني أريد أن أسألك سؤالاً ؟
تفضل .
إن القرد فلحان أصغر منا كثيرًا في الجسم ومع ذلك هو يعلمنا ! كيف يكون ذلك ؟
لـأن العلم في العقل وليس في الجسم .
وفي نفس الوقت كان الثعلب ينظف نفسه ، ويلبس أجمل ثيابه ليتوجه مباشرة إلى مجلس القرد ، فلما رآه القرد قال : مرحبًا يا ثعلب تفضل بالجلوس ، فرد الثعلب قائلاً : لماذا أجلس امامك للتعلم . فأنا افضل منك ، ألست ترى منظري الجميل ، وثيابي النظيفة ، ورائحتي العطرة ؟ وهنا صاحت الحيوانات في الثعلب إما أن تجلس أو تنصرف ولا تضيع وقتنا …
تعجب الثعلب من تصرف الحيوانات وقال :
هؤلاء الحيوانات لا يفهمون شيئًا . كيف يفضلون القرد بشكله المتواضع على ثعلب نظيف جميل المظهر مثلي ؟وتركهم وانصرف … وفي طريق عودته قابله الطاووس واقفاً على أحد الأشجار ، فلما رآه الثعلب قال : أيها الطاووس أريد أن اسألك سؤالاً ؟
تريد أن تسألني أم تريد أن تأكلني ؟
صدقني لن أمسّك بأذى ولكن أجبني عن هذا السؤال : لماذا أجلس أمام القرد للتعلم ؟ وانا أفضل منه ، منظرًا وشكلاً ، وثيابي النظيفة ، ورائحتي العطرة ؟
فقال الطاووس : أيها الثعلب أنا أجمل منظرًا منك ، ولكن الحيوانات لا يحترمونني مثل القرد ؟
لماذا يفعلون هذا ؟ لا يفهمون هؤلاء الأغبياء .
بل يفهمون جيداً . لأن المنظر الجميل يفيد العين بالمتعة للحظات ، أمّا العلم فيفيد المخلوق طول العمر .
***
 
المؤلف/عبدالله محمد عبدالمعطي
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button