في يوم من الأيام ، خرج التلاميذ إلى ساحة المدرسة يتقافزون كالأرانب ، بينما انزوى وحيد جانباً وجلس على مقعد حجري ، تحت شجرة السرو ، اقترب منه صديقه فرحان ، وقال : ماذا بك يا وحيد ؟ لماذا لا تلعب مع رفاقك ؟
احمر وجه وحيد خجلاً ، ولم يعرف بما يجيب أضاف زميله فرحان ، تعالى يا صديقي والعب معي ، فأنت دائماً تجلس بمفردك ، لا تكلم أحداً ، ولا تلعب مع أحد. انكمش وحيد على نفسه وخبأ رأسه بين ركبتيه ،
جلس زميله فرحان بجانبه ، وربت على كتفه قائلًا له : وحيد رفاقك لطفاء ويتمنون أن تلعب معهم وتمزح ، حاول أن تتعرف عليهم وتكلمهم ، لأنك ستشعر بسعادة كبيرة حين تختلط بهم .
نظر وحيد إلي فرحان محاولاً الكلام ، لكنه تلعثم وبقي صامتاً ، تضايق فرحان من صديقه وحيد ، فتركه وذهب يلعب مع أصدقائه ، وأمضى وحيد بقية الدروس منطوياً على نفسه كعادته ، ولما رجع وحيد إلى البيت أكل بضع لقيمات صغيرة ، ثم اندس في فراشه .
وفي أثناء نوم وحيد ، رأى مناما مفزعا ، رأى فمه وقد تحول إلى بئر كبيراً ، بينما وقف فرحان صديقه على حافة البئر وأنزل حبلاً ، ربط في نهايته حديدة معكوفة ، لينتشل بها حروفاً خشبية ً من جوف البئر ، كي يرتبها ويشكل منها جملاً وعبارات ، وفجأة أفاق وحيداً من النوم خائفاً مفزوعاً ، وهو يقول : دعني يا فرحان أنا سأتكلم بمفردي ولن أخجل من أحد بعد اليوم .
استيقظ وحيد في اليوم التالي مبكراً ، تناول الفطور مع والدته ووالده ، وداعب الهرة الصغيرة ثم توجه إلى المدرسة. لاحظ الجميع نشاط وحيد وحيويته في ذلك اليوم ، فقد أصبح متجاوباً في دروسه مع معلميه ، وفي ساحة المدرسة عندما أتى موعد الاستراحة اليومية ، تقافز وحيد مثل الأرنب مع رفاقه ، وشاركهم اللعب بالكرة والضحك والمرح .
فرح صديقه فرحان به فرحاً شديداً ، وقد لاحظ التغيير الذي طرأ على وحيد وأخذ يتحدث معه ، ويتبادلان الضحكات والنكات ، وأصبح لوحيد العديد من الرفاق الذين يحبونه ويحبهم.
وبعد أن قضى وحيد يوم دراسي سعيد ، عاد إلى منزله برفقة اثنين من زملاءه ، يسكنون بجوار منزله ، ودعهم على باب منزله ، ودخل إلى المنزل داعب الهرة الصغيرة وتناول طعام الغذاء ، وتحدث مع والدته ووالده على يومه الدراسي الجميل ورفاقه الجدد الذين تعرف عليهم في المدرسة .
ثم دخل إلي غرفته واستذكر دروسه وخلد إلى النوم ، وقد رأى في منامه هذه المرة ، العديد والعديد من الأصدقاء الذين يلعبون معه ويضحكون معه في أحد الحدائق القريبة من المنزل ، واستيقظ وحيد في الصباح التالي من نومه ، وقد شعر بسعادة بالغة .