قصص اطفال

قصة ثلاث شعرات

توفيت والدة سيجاب عندما كان عمره أحد عشر عامًا ، وبعد ذلك تزوج والده من امرأة أخرى ، وكانت تدعى بيزونيش ، لم يحب سيجاب هذه السيدة ، ولكن بيزونيش بدأت تحب الصبي كثيرًا ، وكانت دائمًا تحاول أن تكون أم جيدة له .
فكانت دائمًا ما تقوم بتجهيز الإفطار اللذيذ والعشاء المميز له ، لكنه لم يكن يأكل من ذلك شيئًا ، وكثيرًا ما كانت تشتري له العديد من الملابس الجيدة لكنه لم يكن ينظر إليها .
وفي إحدى هذه المرات التي كانت تشتري له بها الأشياء الجديدة قامت بشراء أحذية جديدة له ، لكنه ذهب إلى النهر ، وألقى الأحذية في الماء ، وعندما تحدثت معه هرب بعيدًا ولم يرد على كلامها  .
وفي يوم من الأيام قالت له بيزونيش بعد أن يئست من أن يحبها : لقد أردت دائمًا أن يكون لي ابن ، والآن لقد أهداك الله لي يا سيجاب ، وأنا أحبك كثيرًا يا ولدي العزيز ! ولكن سيجاب لم يستجيب لمحاولاتها في جعله يحبها فقال لها بغضب : لست إبنك أيتها السيدة ، وأنت لست أمي ، أنا والدتي قد توفيت ، وأنا لا أحبك ، وأنا لن أحبك أبدًا هل تفهمين ؟!
شعرت بيزونيش بالآسف جدًا ، وظلت تبكي طوال الليل ، ولكنها في الصباح عزمت على الذهاب إلى رجل عجوز إشتهر بالحكمة  ، وعندما ذهبت إليه شرحت له ما هي فيه ؛ فقالت له عن سيجاب الذي لم يحبها أبدًا مهما فعلت له من أشياء يحبها .
فما كان من الرجل العجوز إلا أن قال لها : أستطيع مساعدتك ، ولكن أولًا يجب أن تجلبي لي ثلاثة شعرات من أسد ! فقالت بيزونيش متفاجئة ما هذا الطلب الغريب : لكن كيف يمكنني القيام بذلك ؟ من المؤكد أن الأسد سوف يلتهمني .
فقال الرجل العجوز : لا يمكننى مساعدتك في الإجابة على هذا السؤال ، ولكنني أحتاج إلى ثلاثة من أسد ، حاولي الحصول عليها بكل جهدك يا عزيزتي ، وفي محاولةٍ منها للحصول على هذه الشعرات الثلاث ذهبت بيزونيش  بعيدًا عن منزلها ، وجاءت إلى مكان يعيش فيه أسد  ، وكان الأسد كبيرًا جدًا ويبدو عليه الغضب الشديد .
وعندها استنتجت بيزونيش أنه  كان جائعًا في هذه اللحظة ؛ فشعرت بالخوف الشديد وفي غضون ثوانٍ هربت بعيدًا عنه ، ولكن في اليوم التالي عادت مع بعض اللحوم للأسد مرة أخرى ، ثم وضعت اللحوم بعيدًا عنه وهربت ، وعندما رأى الأسد اللحوم ذهب إليها ثم أكل كل شيء بسرعة كبيرة .
في اليوم التالي جلبت مرة أخرى بعض اللحوم للأسد ، ووضعتها أقرب قليلًا منه ، ومرة أخرى التهم الأسد كل شيء  ، أصبحت بيزونيش تذهب كل يوم إلى الأسد وتجلب له اللحوم ،  وسرعان ما فهم الأسد أن هذه المرأة صديقة له ؛ فلم يعد يُظهِر الغضب لها ، وأصبح يسعد كلما أتت له .
وفي إحدى الأيام اقتربت بيزونيش جدًا من الأسد وقامت بإعطائه اللحم بيدها  ، وفي الوقت نفسه قامت بتمزيق ثلاث شعرات من ظهره ، وحينها لم يكن الأسد غاضبًا فركضت  بيزونيش إلى الرجل العجوز وأظهرت له الشعرات الثلاث .
سألت بيزونيش الرجل قائلة : ماذا علي أن أفعل بهم الآن ؟! فرد عليها :  لا شيء ،  لكنك الآن تعرفين كيفية الاقتراب من الأسد شيئًا فشيئًا ، خطوة خطوة ، وسوف تفعلين الشيء نفسه مع سيجاب ، وأنا متأكد من أنه سوف يحبك .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button