ما أجمل ضحكات الأطفال المتعالية التي تدعو للتفاؤل والأمل، وتبعث بالدفء والحنان لقلوب الآباء؛ تعددت قصص الكرتون المضحكة للأطفال في أيامنا وأصبح في غاية السهولة الحصول عليها في كل مكان، كل ما علينا فعله هو الانتقاء الجيد والسعي وراء الأهداف القيمة التي تحويها تلك القصص.
يوجد الكثير والكثير من تلك النوعية من قصص الأطفال التي تدعو إلى البهجة والسرور وتمتلئ بالسعادة الغامرة التي تبعث النفس للفرح.
أولا: قصة جحا وصاحب الأرنب:
في يوم من الأيام استطاع جحا إنقاذ رجل من عصابة من الرجال الأشرار فقدم له الرجل أرنبا جزاءا لما فعل معه بعدما سأل كثيرا عن منزله ليعرفه، وبعد ثلاثة أيام قدم إليه ليسأله عن حاله.
الرجل: “كيف حالك يا جحا؟”.
جحا: “من أنت يا سيدي؟!”
الرجل: “أنا الرجل الذي أهديتك الأرنب بعدما أنقذت حياتي”.
جحا: “نعم، تذكرتك إنك رجل كريم، لقد كان الأرنب طعمه ومذاقه لذيذ، لقد أكلنا منه كلنا”.
الرجل: “من كلامك يا جحا يستدل أن زوجتك ماهرة بالطهي؟”.
جحا: “نعم يا سيدي، إنها ماهرة فعلا”.
الرجل: “لن تستطيع أن تثبت لي صدق كلامك قبل أن أتذوق طعامها وأحكم بنفسي”.
جحا: “بالتأكيد تفضل يا سيدي العزيز”.
عهد جحا إلى زوجته بأن تعد للرجل أشهى وصفات الطعام والمأكولات اللذيذة، وأكل الرجل كل ما قدم إليه ولم يترك منه شيئا ثم أخبر جحا قائلا: “إنها حقا بارعة في طهي الطعام، إنني لم أأكل طعاما في حياتي مثل هذا”، ورحل الرجل.
وفي اليوم التالي قدم كثير من الرجال إلى منزل جحا وقاموا بطرق الباب وفتح لهم جحا متسائلا: “من أنتم؟، وماذا تريدون؟َ!”.
الرجل منهم: “نحن جيران الرجل الذي أهداك الأرنب جزاءا لما فعلت له.”
جحا: “إنه رجل كريم، وأنا سأكرم جيرانه جزاءا لكرمه، تفضلوا”.
وعهد إلى زوجته في تجهيز مائدة من الطعام الشهي، وأكلوا كل الطعام ثم رحلوا بعدما أثنوا على طعام زوجة جحا وعلى كرم جحا اللامتناهي وعلى صدق الرجل جارهم الذي أهدى جحا الأرنب.
وفي اليوم التالي قدم أناس كثيرون إلى منزل جحا وعرفوا عن أنفسهم بأنهم جيران جيران صاحب الأرنب، فطلب منهم جحا الدخول لكي يضيفهم، وأخبر زوجته بأن تقد لهم الماء الساخن، وطلب منهم أن يأكلوا فلما استنكروا عليه فعلته أخبرهم جحا بأن هذا الماء هو مرق مرق الأرنب الذي أهداه إياه الرجل.
ثانيا/ جحا وقصة العشرون عاما:
في يوم من الأيام كان هناك ملكا عظيما عرض على كل علماء مملكته مبلغا هائلا (1000 قطعة ذهبية) لمن يستطيع أن يعلم حماره القراءة والكتابة، فلم يستطع أحد أن يتقدم إلى تلك المهمة المستحيلة وينال الجائزة الكبرى ففي النهاية إنه حمار؛ تقدم جحا وذهب للملك وأخبره بأنه يقبل ويوافق على عرضه ولكنه لديه طلب واحد وهو أن يمهله عشرون عاما من أجل أن يعلم حماره كل ما يتعلق بالقراءة والكتابة، وبالفعل أعطاه الملك الجائزة وأيضا الحمار.
وبنفس اليوم جاء جحا رجل مقرب إليه يلومه على ما فعل مع الملك، ويحذره من جبروت الملك، فأخبره جحا أنه بمرور عشرون عاما سيكون على أحدهم مفارقة الحياة يا جحا يا إما الملك أو الحمار، وبذلك سيكون الاتفاق لاغيا.
ثالثا/ جحا وقصة لا تصدقه:
بيوم من الأيام كان لجحا جارا وقد جاءه بيوم متعشما فيه أن يأخذ حماره لتقضية بعض الأمور عليه، ولكن جحا أخبر الرجل بأن ابنه قد ذهب بالحمار إلى السوق، وأثناء حديثهما أصدر الحمار صوتا عاليا، فسمعه الرجل وقال: “هكذا يا جحا تكذب علي وتخبرني بأن الحمار بالسوق وهو بداخل منزلك؟!”
قال جحا ردا على جاره: “لا تصدقه، أتصدق الحمار وتكذب جارك؟!”.
رابعا/ جحا وقصة من يكتب الخطاب:
بيوم من الأيام جاء رجل من القرية إلى جحا ليكتب له خطابا إلى ابنه الذي سافر إلى بغداد؛ فرد عليه جحا قائلا: “إليك عني فأنا لا أريد السفر إلى بغداد”.
فقال الرجل: “عجبت لأمرك يا جحا فأنا لم أخبرك بأنني أريدك أن تذهب عند ابني إلى بغداد، أنا طلبت منك كتابة خطاب إليه”.
فقال جحا: “إن خط يدي لا يستطيع أحد قراءته غيري لذلك إن كتبته لك سيتوجب علي السفر إلى بغداد لأقرأه لابنك”
فانصرف الرجل حزينا.