بمرحلة العمر المبكرة للأطفال يلزمهم قراءة قصة وأخرى كل حين وآخر حتى يستطيعوا من صغر سنهم الإبداع والتميز، وأيضا يستطيع الآباء بذلك توصيل المعلومة والعظة من خلال اختيار القصة الأمثل والدالة عن السمة المرادة فيتعلموا من خلالها الأطفال الصغار ما يجب تعلمه؛ وما يجب مراعاته عند اختيار القصة البعد الشديد عن الكلمات المتكلفة لسهولة الفهم، تقريب الصورة لدى أذهانهم الصغيرة قدر المستطاع من الآباء بتقليد الأصوات مثلا وهكذا، قراءة القصة من الأب والأم قبل قراءتها للطفل مرة ومرتين وفهم المعنى للتمكن من توصيل المعلومة بطريقة مبسطة وعلى حسب أسلوب الطفل لكي تترسخ في ذهنه، فكما نعلم جميعا التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.
تعددت تلك النوعية من القصص وانتشرت أيضا على صفحات التواصل الاجتماعي فلم يعد من الصعب الحصول عليها، ولكن كل ما يلزمنا في الأمر انتقاء المفيد والصالح منها من أجل أبنائنا الأحباء.
قصة الأسد الظالم والأرنب الذكيأولا/ قصة الأسد الظالم والأرنب الذكي:
في إحدى الغابات كان يعيش أسدا ظالما، كل يوم يقتل في الحيوانات البريئة دون ذنب ولا سبب، فما كان من الحيوانات إلا أن اتفقت وعزمت النية على الذهاب إلى ذلك الأسد بقلب رجل واحد ونهيه عن الظلم الذي يلحقه بهم جميعا، فأخبره ذلك الأسد أنه يفعل ذلك ليسد غرائزه في قتل فرائسه والفتك بها ثم أكلها، فقررت الحيوانات معا أن ترسل إليه كل يوم حيوانا واحدا بشرط أن تكف يد البطش عنهم، فوافق الأسد على مطلبهم إذ أنه سيستريح من ملاحقة فريسته وأنها ستأتي إليه بكل طوعها واختيارها ليأكلها ويهنأ بها.
ذكاء أرنب:
وبيوم من الأيام صار الدور على أرنب صغير ليرسلوه إلى الأسد، ولكن ذلك الأرنب كان خائفا ولكن لا رجعة في اتفاقهم مع الأسد، فمن أجل سلامة الباقين تلزم التضحية بالبعض، وأثناء طريق الأرنب إلى عرين الأسد لمح بئرا فنظر فيه فوجد في الماء انعكاس صورته، ففكر في حيلة تخلصه من الأسد وتخلص باقي الحيوانات منه أيضا.
حيلة:
وبمجرد وصوله إلى الأسد أخبره بأنه أرنب صغير وضعيف فإن أكله لن يشبع جوعه فلذلك أرسلت الحيوانات معه ثلاثة من الأرانب معه ولكنهم أثناء طريقهم إليهم هاجمهم أسد آخر فتمكن من أكل الثلاثة وأنه استطاع الإفلات منه بأعجوبة، وشرع الأرنب الذكي في مدح ذلك الأسد الذي ابتدعه من وحي خياله، وأنه هو من يجب أن يكون ملك الغابة وأخذ يقلل من قدر الأسد الظالم ويستفزه بالكلمات حتى أمره الأسد بأن يريه طريق الأسد الثاني، وبالفعل قام الأرنب بأخذ الأسد إلى البئر وجعل الأسد ينظر فيه فظن الأسد من انعكاس صورته بأنه ذلك الأسد الثاني فألقى بنفسه في البئر في محاولة منه ظنا بأنه يواجه الأسد الذي يهدد ملكه، ومات غريقا في مياه البئر، وبتلك الحيلة الذكية استطاع الأرنب أن ينقذ نفسه من موت محقق على يد الأسد الظالم، واستطاع أن يحرر كل حيوانات الغابة من بطشه.
ثانيا/ قصة الأمير الضفدع:
بيوم من الأيام ألقت ساحرة شريرة تعويذة خطيرة على أمير فأصبح إثرها ضفدعا يعيش في بئر بقصر الملك، وبيوم من الأيام خرجت الأميرة من القصر إلى الحديقة لتلعب بكرة ذهبية أهداها إياها والدها بيوم مولدها، وجرت منها الكرة فوقعت في مياه البحر ولم تستطع الأميرة أن تمسك بها، فبدا على الأميرة الحزن والأسى وهنا خرج الضفدع من المياه وتكلم مع الأميرة ليسألها عن سبب حزنها، وبمجرد أن رأته ضفدعا ناطقا أصابها الذعر، فطمأنها وعرض عليها عرضا وقبلت به، وهو أن يجلب لها كرتها الذهبية العزيزة على قلبها مقابل أن يكون معها دوما في القصر، وبالفعل أحضر لها الكرة ولكنها لم تفي له بوعدها وتركته وذهبت.
قرار:
قرر الضفدع الذهاب مباشرة خلفها، وأخبر والدها بأنها أخلفت وعدها معه، فعاقبها والدها بأن ذلك الضفدع لن يأكل إلا من طبقها ولن ينام إلا في سريرها؛ وباليوم التالي حدثت المعجزة لقد تحول الضفدع إلى أمير وسيم كسابق عهده، فلما ذهلت الأميرة من الصدمة التي تعرضت لها أخبرها بتعويذة الشريرة وأنها اشترطت أن أنام ليلة كاملة في سرير أميرة حتى أعود أميرا من جديد؛ وطلب يدها للزواج وافقت الأميرة وعاشا في سعادة أبدية.