السر الكبير قصة تربوية هادفة للأطفال قبل النوم
إن القصة التي نحكيها لأطفالنا قبل النوم شيء مهم جدا ومفيد ، فالاطفال يستوعبون اكثر من أي وقت أخر ، فوقتها الاطفال تكون عقولهم تستوعب كل شيء ، واليوم اقدم لكم في موقع قصص واقعية قصة السر الكبير قصة بعبرة وعظة للاطفال قبل النوم .
السر الكبير
السر الكبيركان يا مكان في قديم الزمان ، في احدى القرى البعيدة ، كان هناك ولد يتيم اسمة مازن كان يعيش مع امه واخواته الصغار في منزل بسيط من منازل القرية وكان الولد الطيب يخرج كل صباح ويأخذ صنارته وشبكته الصغيرة معه حتي يصطادَ السمَك ، فيذهب الى البحيرة القريبة من اطراف الغابة فهو يحب ذلك المكان كثيرا ، ويعود إلى أمه في المساء بعد بيع السمك ليعطي لها الاموال أو السمك كله في السلة ليساعدها في المنزل ومتطلباته بعد موت أبيه ، وكانت هي تعمل في بيع الجبن والبيض في السوق كل يوم وكان مازن يشفق على حالها وتعبها .
كان الصبي مازن رغم سنه الصغير ، ولكنه كان صَيَّاد بارع جدا مجتهد ونشيط ، وكان يعود إلى أمه كل يوم بأسمك كثيرة وتملىء السله وخير ليس له اول من اخر ، و كانت أمه تفرح كثيرا ، بالخير وكانت سعيدة جدا فكانت تعد له طعام الغداء من السمك اللذيذ له ولاخواته الصغار وكان الجميع يشعر بالفرح والبركه في المنزل .
اعتاد مازن أن يعود كل يوم بسلة الاسماك مليئة جدا عن آخِرِها بالاسماك الكبيرة ولا يستطيع حملها من كثرة الاسماك فيها ، كان الجميع يفرح بمازن واخواته الصغار حتَّى قطه الشقية مرمر كانت تسعد بالاسماك بشدة وتفرح وتستمتع بتناول بواقي الاسماك مع العائلة .
واستمر الحال هكذا لايام وشهور طويله ولكن بعد فترة من الزمن لم يعد مازن كعادتِه ابدا بل تغير جدا ، لم تعد السله تمتلىء بالاسماك كعادته كل يوم بل كانت السله نصفها فقط وليس اسماك كثيرة ، لاحظت الام أن كمية الاسماك أقل مما كان يحضره من قبل فتعجبت الام كثيرا ولم تكن تفهم .
حاولت الأم معرفةَ سبب قلة الاسماك مِن ابنها ، ولكن مازن لم يجيب الام بل كان يتهرب من الاجابة ، باستمرار ولم يكن يرد على امه ، ومع مرورالوقت والايام شعرت الام ان هناك سر يخفيه ابنها مازن عنها .
قرَّرت الأم من مراقبة ابنها مازن لمعرفة سبب ما كان يفعله ، ذهبت إلى المكان الذي يصطاد فيه ، وقفت تراقبه وشاهدت السلة التي امتلاءت بالكثير من الأسماك عن آخرها ، وبعدها غادر المكان وذهب مازن لم يذهب للمنزل مباشرة بل ذهب الى مكان اخر ، ذهبت الام خلفه حتى تعرف الى اين يذهب مازن .
توقَّف مازن أمام منزل قديم جدا ، خرجت سيدة عجوزٌ مسنة ، اعطاها مازن نصف ما بالسلة من أسماك شكرتْه السيدة كثيرا ودعت له كثيرا .
عادت الام للمنزل قبل ان يعود مازن الى المنزل حَتَّى لا يكتشفَ امرها وبانها كانت تراقبه ، دخل المنزل فوجد أُمَّه تنتظره وهي تبتسم بسعادة كبيرة ، قالت الام بود لابنها بانها عرفتِ السِّرَّ الكبير وما كان يخفيه عنها .
اخبرها مازن وهو سعيد قائلا : ان تلك العجوز هي سيده ضريرة ومسنه ولها احفاد ايتام تربيهم ، وقرر ان يساعدها ويقتسم معها رزق اللهُ من الأسماك فرحت الام كثيرا بإبنها مازن لأنه ذاق مرارة اليتم والحرمان فشعر بغيره واراد ان يقدم المساعده .