قصة أخطبوطٌ في مشكلة
في أحد الأيام ، كان هناك أخطبوط دائم الهدوء والخجل ، وبالرغم من ذلك فهو دائمًا يريد الحصول على الكثير من الأصدقاء ، وفي يوم من الأيام حيث كان الأخطبوط ذاهبا لصيد نوع من أنواع المحار المعروف أنه زلق جدا.
وقبل أن يعي ذلك ، كان قد ربط نفسه في عقدة ضخمة ، حيث شعر أنه مشلول الحركة ، وأنه لا يمكن له أن يتحرك ، وبالرغم من الإحراج الكبير الذي شعر به من هذه العقدة الملفوفة حوله ، انطلق يطلب المساعدة من الأسماك القريبة منه .
ولكن العديد من الأسماك إختارت أن تتجاهل نداءه ، ورفضت مساعدته وقامت بتجاهله ، وعلى النقيض من ذلك حاولت بعض الأسماك مساعدته حتى استطاعت إحداها تخليصه مما كان ملفوف حوله .
وشعر الأخطبوط بالإرتياح الشديد من جرّاء تخلصه من هذا القيد الغليظ ، ومع ذلك من شدة خجله من التعامل مع الأسماك ومن تكوين صداقات معهم لم يكن في مقدوره أن يقدم للسمكة المنقذة إلا شكر بسيط ، ثم سبح متجهًا إلى منزله .
وفي تلك الليلة قضى الأخطبوط طوال الليل في التفكير وكيف أنه ضيَّع فرصة عظيمة لتكوين صداقات مع تلك الأسماك الصغيرة جدًا .وبعد بضعة أيام كان الإخطبوط يستريح بين بعض الصخور عندما لاحظ أن جميع من حوله يقومون بالسباحة بسرعة شديدة في الإتجاه المعاكس ، فنظر أمامه فرأى سمكة ضخمة قادمة إلى هذه المنطقة ، بهدف الحصول على غذائها من الأسماك المحيطة .
فاختبأ الأخطبوط سريعًا ، ثم ألقى نظرة خارج مكان اختباءه فرأى السمكة الكبيرة تطارد السمكة الصغيرة التي ساعدته على النجاة منذ بضعة أيام ، فقال في نفسه إن هذه السمكة تحتاج حقًا للمساعدة .
ولكن السمكة الكبيرة خطيرة جدًا وتعتمد على خوف الآخرين من الاقتراب منها، ولكن في هذه اللحظة تذكر الإخطبوط كيف خاطرت هذه السمكة الصغيرة بنفسها وقدمت المساعدة له في ظل تجاهل باقي الأسماك له ، ورأى أنه من الواجب عليه بذل قصارى جهده في مساعدتها على النجاة من السمكة الكبيرة .
وفي الحال ودون تردد انطلق الإخطبوط من بين الصخور مثل الشعاع ، ووقف أمام السمكة الضخمة ، وقبل أن تتمكن هذه السمكة من الإمساك به ، فأطلق الإخطبوط كميات من الحبر لم يطلقها طوال حياته ، ثم أمسك بالسمكة الصغيرة واختبأ بين الصخور مرةً أخرى .
كل هذه الأحداث السريعة لم تمُكِّن السمكة الكبيرة من القيام بردة فعلٍ قوية حيال الأمر ، ولكنها سرعان ما تعافت من المفاجأة وبدأت في البحث عن الإخطبوط والسمكة الصغيرة بين الصخور ، ولكنها بعد مدة يئست من العثور عليهم ، فاتجهت في طريقها مرة أخرى للحصول على طعامها .
بعد أن ابتعدت السمكة الضخمة عن المكان ، واطمأن باقي الأسماك لعدم عودتها ، خرجت الأسماك من أماكن اختبائها ، وقاموا بتهنئة الإخطبوط على شجاعته الكبيرة في إنقاذ السمكة الصغيرة .
وعندها قال لهم الإخطبوط : أنَّ السمكة الصغيرة قامت بإنقاذه منذ أيامٍ قليلة في وقتٍ كانت جميعُ الأسماك تتجاهل طلبه للمساعدة وها هو يرد الجميل ، وعندها أدركت الأسماك كم كان الإخطبوط الخجول لطيفًا وودودًا وحرص الجميع بعد ذلك على مصاحبته فهو كان مثالًا للشجاعة والوفاء .