قصة أميرة الجزر المزهرة
كان ياما كان في أحد الأزمان ،كان هناك ملكة للجزر المزهرة ،قد حكمت تلك الملكة بعد وفاة زوجها الملك، وكان لهما ابنتين فقط، ولأن الملكة لم تتخطى حزنها على زوجها من شدة حبها له، فقد وهبت نفسها لتعليم الأميرتين ابنتيها .ولكن بعد أن كبرت الأميرتان شعرت الملكة بالقلق وذلك لأن الأميرة الكبرى كانت فائقة الجمال ،ولأنها كانت تعلم بقصة غيرة ملكة الجزر كلها .فملكة الجزر كلها امرأة متسلطة ولا تريد أن تكون هناك امرأة أجمل منها ،كانت دائما ما تتفقد الجزر الصغيرة إذا كان فيها فتاة أجمل منها ،ولأن جزيرة الجزر المزهرة كانت من ضمن هذه الجزر التابعة للجزر كلها خافت الملكة الأم على أميرتها الكبرى من أن يسبب جمال ابنتها الكبرى غيرة ملكة الجزر كلها فقد كانت ملكة الجزر ترى أنها أجمل امرأة في العالم .
وفي يوما من ذات الأيام سمعت من الجواري بجمال فتاة في إحدى الجزر ،فحاولت معرفة مكان الفتاة الجميلة ولكنها لم تستطع معرفة مكانها،وفي خطة محكمة منها، وبسبب فخرها وغرورها شجعت زوجها وقالت له أن على كل الجزر مبايعة زوجته الملكة وذلك بأن كل فتاة ما فوق الخامسة عشر عليها أن تنفد أومر الملك بمبايعة زوجته الملكة .
وبالفعل نفذ زوجها الملك الذي كان يرغب في إرضائها وتنفيد أوامرها ،واشترط على كل الملوك في الجزر التابعة للجزر كلها أن يقدموا بناتهن اللاتي يبلغن من العمر خمسة عشر عامًا وما فوق إلى ملكة الجزر كلها حتى يبايعن الملكة على جمالها .
سمعت ملكة الجزر المزهرة بقرار الملكة ،وكانت الأميرة الكبرى بلغت لتوها الخامسة عشر فاضطرت الملكة أن تأخذها إلى الملكة الجزر كلها لتبايعها .وعندما دخلت الأميرة الكبرى على الملكة شعرت الملكة بأنها هي من قصدنها الجواري بالحديث عن جمالها ،وشعرت بالغيرة لأنها وجدت أنها لم ترى أي فتاة في مثل جمال الأميرة من قبل، فقامت الملكة وغادرت مجلسها واتجهت إلى غرفتها وادعت أنها مريضة وملازمة الفراشة .
وأرسلت وصيفتها لملكة الجزر المزهرة لتخبرها أن الملكة مريضة ولن تقابلها اليوم ، ولكن الوصيفة كانت صديقة لملكة الجزر المزهرة فحذرتها من قدرات الملكة السحرية وأخبرتها عن غيرتها الشديدة من ابنتها، وطلبت منها أن تبقى الأمير في غرفتها لمدة ستة أشهر ولا تغادرها .
وبالفعل عادت الملكة إلى الجزر المزهرة ، ومنعت ابنتها من مغادرة غرفتها لمدة ستة أشهر ولكن في اليوم الأخير طلبت الأميرة من والدتها أن تخرج لتشاهد احتفال بالقرب من القصر .ولأن الملكة شعرت أن الخطر قد زال ، فوافقت على أن تخرج ابنتها ، وظلت تراقبها وهي تسير بعيدًا عن القصر، ولكن فجأة نزلت الأميرة في حفرة ظهرت فجأة في الأرض ثم اختفت الحفرة، واختفت الأميرة أيضًا .
وجدت الأميرة نفسها في غابة خضراء واسعة بمفردها ، وظلت تسير لتبحث عن أي شخص يساعدها، ولكنها لم تجد أي شخص، وفجأة وجدت كلب صغير يسير في الغابة، وجدت بحيرة صغيرة، ففرحت لأنها سوف تشرب أخيراً، كما أنها بدأت تأكل من ثمار الفاكهة التي تملأ الغابة، ومع ذلك فإنها كانت خائفة لأنها بمفردها .
وبدأت الأيام تمر والأميرة بصحبة كلبها تلعب معه وتطعمه طوال النهار ويتجولان سويًا حتى تتعب الأميرة فتنام، وظلت الأميرة على هذا الحال لعدة شهور وأصبحت في حالة يرثى لها .
وفي أحد الأيام نامت الأميرة قليلًا ، ولكنها عندما استيقظت لم تجد كلبها إلى جوارها ، فظلت تجري لتبحث عنه في كل مكان، ولكنها لم تجده فشعرت بالحزن وأخذت تبكي ، ولكن فجأة وجدت رجل عجوز أمامها ، فنادت عليه ولكنه ركض بعيدًا ولم يرد عليها .
فجأة وجدت الأميرة نفسها في حديقة قصرها فدخلت مسرعة، فوجدت أختها الصغيرة ترتدي تاج الملكة، وتجلس مكان والدتهما ، عندما رأتها احتضنتها بقوة، ثم سألت عن والدتها، فأخبرتها أن والدتهما لم تتحمل فقدانها واختفائها وماتت حزناً عليها .
حزنت الأميرة بشدة، وقررت أن تشاركها أختها في منصب الملكة ولكن الأميرة كانت تشعر بالحنين لكلبها بشدة، عادت الأميرة جميلة كما كانت وأعلنت عن أنها سوف تتزوج من الشخص الذي يجد الكلب، وبدأ كل سكان البلدة يبحثون عنه، ولكن دون جدوى .
وفي أحد الأيام أخبرها الحراس أن هناك مراكب كثيرة قد رست في الميناء ، فتعجبت الأميرة ولكن أختها اخبرتها أن هذه السفن قد أتت بهدف التجارة وليس عليها أن تقلق، ثم أتى الحارس وأخبرها أن أمير جزيرة الزمرد وصل مع السفن ويطلب رؤية الأميرة الكبرى.
وعندما دخل إلى الأميرة ،تفاجأت كثيرا فقد شعرت بشيء غريب ،كان الأمير مثل الأميرة جميل و وسيم .
فأخبرها أنه سوف يقص عليها قصة لن يصدقها أحد غيرها ، وهي أنه في يوم من الأيام كان يسير في الغابة، فمر بجوار ملكة الجزر كلها، ولكنه لم يكن يعرفها فتجاهلها، ولأنها كانت مغرورة بشدة شعرت بالغضب لعدم اهتمامه بجمالها، فقررت أن تنتقم منه، فقامت بتحويله إلى كلب .
وقال لها أنا كلبك الذي عشت معكِ على الجزيرة البعيدة ،اعجبت الأميرة بهذا الشاب على الفور وشعرت بأنها تعرفه جيداً ،لهذا صدقته ،فقال لها لقد تحررت من سحري بحنينك لي ،لهذا جئتك خاطباً فأرجوا ألا ترديني أيتها الأميرة ،فرحت الأميرة وشعرت بحب اتجاهه ووافقت على الزواج به .
سمعت ملكة الجزر كلها بخبر قرب زواجهما وبقصتهما فقررت أن تنتقم مرة أخرى ، فقامت بتحويله إلى رجل عجوز، وقد خشي أن تراه الأميرة على تلك الهيئة فهرب مسرعًا .
وبينما هو جالس في الغابة، قابل جنية الغابة الطيبة ،وعندما علمت قصته ،قامت بفك السحر ، وجمعت الجنيات وقاموا بنزع القدرات السحرية من ملكة الجزر كلها، ولذلك عادت الأميرة إلى قصرها .وطلب أمير جزيرة الزمرد أن يتزوج من الأميرة على الفور وألا ينتظرا أكثر .قامت الأفراح والليالي الملاح واحتفلت المملكة بأكملها بزفاف الأميرين في سعادة وهناء .