في يوم من الأيام مرض الأسد ملك الغابة مرضاً شديداً جعله طريح الفراش وعاجز عن الخروج للبحث عن طعامه ،ففكر في حيلة ذكية لاستدراج فريسته فالغابة التي يسكنها هذا الأسد صغيرة جدا ومليئة بالحيوانات ومن السهل استدراجهم بحيلة ماكرة منه .أعلن الأسد في اليوم الثاني لجميع حيوانات الغابة أنه مرض مرضاً شديداً ،وطلب من كل جنس من الحيوانات والطيور أن يرسل أحداً من أفراده لزيارته دون القلق من الإعتداء عليه ،فمن سيحضر إليه فهوا آمن لنفسه .
وهكذا بدأت الحيوانات تتوافد إلى عرين الأسد يومياً دون أي قلق ،فقد وثقت الحيوانات في وعده لها بعد أن كانت لا تجرؤ على الإقتراب من عرينه حتى من بعيد من شدة خوفهم منه .
وكان الأسد مهذبا معهم كما وعدهم مما زاد من وثوقهم به و وازدادت أعداد الحيوانات الزائرين للأسد المريض فمنهم من كان فرحا بخبر مرضه ومنهم من كان شامت لحالته ومنهم من كان يريد أن يلقي نظرة عن قرب على ملك الغابة .
وهكذا ظلت جميع الحيوانات تفعل ذلك ،تذهب إلى عرين الأسد كل يوم مجموعة جديدة ومتنوعة من الحيوانات لزيارته .ولكن إلا الثعالب فقد لاحظ أحد الثعالب أن أثار الأقدام أمام عرين الأسد جميعها تدل على أن كل الحيوانات لها أثار الدخول ،ولكن لا يوجد أي أثر للخروج ،فأخبر الثعلب أصدقائه الثعالب بما رأى حتى لا يقترب أحداً منهم من الأسد ولا يصدق وعوده الكاذبة .
وعندما حاولوا مجموعة الثعالب تحذير الحيوانات وجدوا أن الأسد لم يفي بوعده فالحيوان الذي يدخل لا يخرج بعدها .
وبالفعل لم ينجوا في تلك الغابة الصغيرة سوى الثعالب لأنهم استعملوا عقلهم وصدقوا ما رأته أعينهم وتأكدوا من صحته ..