قصة الأسد صلحان

استطاع الاسد طلحان بعد معارك طويلة ومؤامرات كثيرة أن يستولي على حكم الغابة ونادى في الحيوانات للاجتماع كي يخطب فيهم ويبين لهم سياسته الجديدة…
اجتمعت الحيوانات للاستماع لخطبة الاساء طلحان.
وقف الأسد طلحان في عرينه وحرص على الظهور بمظهر مهيب وقوي وقال: لقد صرت أرعى شؤونكم، وبعد الحكم بينكم بالعدل سأدافع عن الغابة ضد الاعتداءات الخارجية و…و…
 
وبعد أن استمعت الحيوانات مشدودة إلى خطبة الأسد طلحان، قال الحمار: هذا هو الملك الذي كنا نتمناه منذ وقت طويل، فسأل القرد: لماذا؟
-ألم تستمع إلى خطبته وهو يعد بالعدل والحق.
-إن الكلام سهل بالوعود ولكن المهم التنفيذ.
-لا تكن متشائما، وأنا مقتنع بكلام الاسد طلحان.
-لا تتعجل وسوف تدل تصرفاته المقبلة على صدقه أو كذبه.
-كيف؟
-أنظر إلى حاشيته ومساعديه والمحيطين من حوله من الحيوانات.
بعد أيام أعلن الاسد إنه اتخذ الذئب وزيراً له، واعطاه السلطة كي ينظم أمور الغابة.
قالت الزرافة لصديقتها الغزالة: لقد صار الذئب طمعان هو الوزير.
-الذئب طمعان الذي كان يسرق الحيوانات ويعتدى على صغارها؟
-هذه مصيبة. لمن نشكوه إذا ظلمنا وسرق طعامنا، وافترس صغارنا؟
-لقد صار الأن أكثر قوة.
-لقد كان ملك الغابة السابق الأسد صلحان يوقفه عند حده لقد كاد الأسد صلحان يقضي عليه.
-أما اليوم فقد صار يرتكب جرائم باسم الأسد ملك الغابة.
اجتمع الذئب طمعان مع قطيع الذئاب وقال لهم: لقد ولت أيام الجوع والحرمان.
بإمكان أي ذئب منكم أن يسرق ما يشاء ويفترس من يريد من الحيوانات.
قالت الذئاب ولعابها يسيل: وماذا عن الأسد طلحان ملك الغابة؟
الأسد طلحان سوف يشاركنا الطعام اللذيذ من لحوم الحيوانات، ومن يعترض منهم فهو وجبتنا الشهية.
-ماذا يقصد؟
-سوف نوشي به إلى الأسد طلحان، ونقول له: إن هذا الحيوان لا يحبك، ويريد أن يعود الأسد صلحان الملك السابق للغابة.
ضحكت الذئاب ولعابها يسيل حتى بلل الأرض تحتها… وهتفوا: وداعاً للجوع، يحيا الأسد طلحان.
تغير الجو العام في الغابة، وصارت كل الحيوانات تخاف على صغارها من أعوان الذئب طمعان.
لم تعد الحيوانات تذهب إلى الذئب طمعان أو الأسد طلحان للشكوى، الكل يحاول أن يفعل ما يريد بقوته.
ذهب القرد إلى الفيل فهمان وقال: لماذا لا تعمل مساعداً للأسد طلحان كما كنت تساعد الأسد صلحان الملك السابق؟
-لم يطلب مني ذلك، ولو طلب ذلك لن أفعل.
-لماذا انني وحدي لا استطيع أن أصلح شيئاً، فكل المحيطين بالأسد طلحان هم من أسوء الحيوانات ولن يسمحوا بأي تغير.
-وما الحل؟
-الحل أن تذهب مجموعة من الحيوانات إلى الأسد طلحان تخبره عن الحقيقة.
-وهل هو لا يدري الحقيقة؟ إنه مستمتع معهم بما يأخذونه من الحيوانات.
-ولقد تراه مبالغاً في مظاهر الأبهة.
انقطع المطر وجفت الغابة إلا من بعض برك المياه القليلة.
واستولت الذئاب على المياه وصاروا يشربون ويلهون بالماء، في حين بقية الحيوانات عطشى.
قال الحمار للقرد: لقد فهمت كلامك الأن، وإن الأسد طلحان ووزيره لا يضيرهم أن تموت الحيوانات من العطش في حين يرتعون هم في الماء.
وفي الصباح ذهب الحيوانات إلى برك الماء للشرب ومعها صغارها فوجدت الذئاب تمنعهم من الاقتراب من الماء.
اشتد العطش بالكبار من الحيوانات وبكت صغارها، وحينئذٍ ثارت الحيوانات ثورة عارمة وهجمت على الذئاب ودارت معركة شديدة قتل فيها معظم الذئاب، وشعر الأسد طلحان بالخوف فجمعهم وغضب على وزيره الذئب طمعان، وأمر بعزله من العمل معه.
قال الفيل: يا أسد طلحان إن المشكلة ليست في الذئب طمعان.
-أين المشكلة إذن؟
-في سيادتك وفي سياستك وطريقتك، أنت الذي عينته وزيراً لك وتعلم إنه سارق وسيئ السمعة.
-لقد عزلته على أي حال وقد رحل عن الغابة.
-وترحل أنت أيضاً.
-ومن يكون الملك إذن؟
-يعود الأسد صلحان ملكاً للغابة؟
-هذا لن يكون.
 
-بل سيحدث حالاً…وتقدم الفيل فهمان من الأسد طلحان ودارت بينهما معركة حامية أصيب فيها الأسد طلحان… وانتهزت الحيوانات الفرصة وهجموا عليه وقتلوه.
أرسل الفيل فهمان إلا الأسد صلحان ليعود ملكاً عادلاً على الغابة.
قال القرد للحمار: ما شعورك الأن؟
-أشعر بسعادة كبيرة بعودة الأسد صلحان.
-ولكن هناك شيء أتعجب منه؟
-من ماذا.
إن الأسد صلحان عاد ملكاً على الغابة برغم عدم وجود قوة معه،
والأسد طلحان قد أزيح وقتل برغم وجود الذئاب الشرسة معه.
وهنا قال القرد: إن الحق هو الأقوى وإن بدت الأمور غير ذلك.
 
المؤلف: عبد الله محمد عبد المعطي

Exit mobile version