قصة الأميرة وزوجة الصياد الشريرة
يُحكى في قديم الزمان، وسالف العصر والأوان، عن أميرة طيّبة جداً وتحب فعل الخير كثيراً، وكانت هذه الأميرة تعيش في بيتها الصغير والجميل وسط الغابة الجميلة ،حيث أن هذه الأميرة تعيش لوحدها، لأن والديها خسرا كل أموالهم وسلطتهم وتوفيا وهي صغيرة .كان الجميع يعلم أنها أميرة في الأصل لكن سوء أحوالها وخسارة والديها جعلتها تعيش بمفردها في بيت صغير في الغابة .وكان في طرف الغابة يعيش صياد مع زوجته الشريرة، وفي أحد الأيام طلب الصياد من الأميرة أن تقوم بتعليم أبنائه، وأن تهتمّ بشؤونهم أثناء ذهابه إلى رحلات الصيد، حيث كانت زوجته لا تحب الخير لأحد .وكانت تضرب أطفالها وتوبّخهم باستمرار، فاضطر الصياد إلى إيجاد من يعمل على تعليمهم وتربيتهم وتهذيبهم حتى يكونوا ذا شأن في المستقبل.أثار طلب الصياد من الأميرة غضب زوجته، فخافت أن يعجب بها ويتزوجها .لم تستقبِل زوجة الصياد الأميرة في بيت الصياد استقبالًا جيّدًا، وكانت تهدّدها باستمرار بأنها سوف تقتلها إن ظلّت تقترب من زوجها وأسرتها .وكان الأطفال يحبون الأميرة ويستفيدون ممّا تقدمه لهم من النصائح عن كيفية التعامل مع الآخرين، ومساعدتهم في كلّ ما يحتاجونه .فقد كانت تغرس فيهم قيم التسامح والصدق والأمانة، وهذا كان سببًا في تأثر الأطفال، وتغير شخصيتهم إلى الأفضل، وزيادة تعلقهم بالأميرة .ومع زيادة تعلق الأطفال بالأميرة زاد غضب زوجة الصياد من الأميرة، وذات يوم قام الأطفال بتحضير الهدايا ليقدموها للأميرة ،حتى يعبروا لها عن حبهم .
فاغتاضت زوجة الصياد وحدرت أطفالها من تقديم الهدايا لها ، وعند وصول الأميرة كعادتها للقيام بتعليم الأطفال والاعتناء بهم ،قامت زوجة الصياد بطرد الأميرة من البيت أمام الأطفال وأمام زوجها .
وهنا لم يستطع الزوج الطيب أن يفعلَ شيئًا أمام ما كانت تريدُه الزوجة، فطلب من الأميرة أن تغادر منزله خوفًا عليها من الشر الكامن في زوجته .
فخرجت الأميرة من البيت باكية على ما لقيته في بيت الصياد من سوء المعاملة، وحزنًا على فراق الأولاد الذين أحبتهم وأحبوها.كان الطريق المؤدي إلى بيت الأميرة يقطع الغابة من منتصفها وهذا ما جعله موحِشًا، فكانت الأميرة تركضُ إلى بيتها خائفة إلى الحدِّ الذي جعلها تفقد الطريق المؤدي إلى منزلها، وهنا ظهرت يمامة بيضاء لتساعد الأميرة، وتدلها على الطريق الصحيح المؤدي إلى بيتها، وأصبحت الأميرة واليمامة صديقتين حميمتين.أخبرت الأميرة اليمامة بأنها تشتاق للأطفال، وأنها كانت تود أن تستمر في تعليهم وتهذيبهم، وأنها تخاف عليهم من جلوس زوجة الصياد معهم، فما كان من اليمامة إلا أن ذهبت إلى بيت الصياد، وتسللت إلى حجرة الأبناء، وأخبرتهم بأنها أتت مبعوثة من الأميرة، وتريدهم أن يذهبوا إلى بيت الأميرة حتى يلتقوا بها، وحتى تُكمل الأميرة تعليمهم وتهذيبهم في بيتها .
فِرح الأطفال بقدوم اليمامة إليهم أشد الفرح، وأصبحوا يتسلّلون مع اليمامة ويذهبون إلى بيت الأميرة دون أن تشعر زوجه الصياد بهم، فلم تكن تهتم لأمرهم.وفي أحد الأيام حدثت مُصادفة أدت إلى معرفة زوجة الصياد بذهاب الأطفال إلى بيت الأميرة، حيث دفع هذا الأمر الصياد وزوجته إلى الذهاب إلى بيت الأميرة برفقة زوجته الشريرة، وكان في يدور في رأس زوجة الصياد فكرة شريرة حيث قامت بأخذ سكين كبيرة إلى بيت الأميرة حتى تقتلها.
وطلبت من الصياد أن تُقابل الأميرة بمفردها في البداية قبل دخوله، وكانت اليمامة قد أخبرت الأميرة بأن الصياد وزوجته في طريقهما إليها، فحضَّرت عقدًا جميلاً وجهزته لتقدمه هدية لزوجة الصياد.وهنا دخلت زوجة الصياد حاملة معها السكين فقدَّمت الأميرة لها العقد الذي يحتوي على حبات من اللؤلؤ، فقامت الزوجة بتمزيق العقد وانفرطت حبات اللؤلؤ على الأرض .وهمّت الزوجة بمهاجمة الأميرة، لكنّها تعثرت بحبات اللؤلؤ وسقطت على الدرج وفجَ رأسها على إحدى الدرجات .
ظلت زوجة الصياد طريحة الفراش ،وكانت الأميرة تعتني بها ولكن لم يمضي يومان حتى توفيت زوجة الصياد .
بعد فترة من حزن الأطفال على والدتهم ،طلبوا منه الزواج من الأميرة حتى تكون أماً لهم، فهي اهتمت بهم كثيرا بعد وفاة والدتهم .
وافقت الأميرة على طلب الأطفال بالزواج من والدهم الصياد الطيب ،لشدة تعلقها بالأطفال وحبها لهم .وهكذا انتهت بؤرة الشرّ التي كانت تهدد حياة الأطفال وحياة الأميرة، وعاشت الأميرة بعد ذلك مع الصياد بسلام وحب في بيتٍ واحد