كان يا ما كان في قديم الزمان وفي مملكة من الممالك البعيدة ،كان هناك أمير ظالم للغاية وعلى الرغم من أنه كان يبدو وكأنه الأمير المثالي فهو وسيم وشجاع وذكي ، لكن الأمير سليمان ترك انطباعًا لدى الجميع بأن أحدًا لم يشرح له طبيعة العدالة .
لهذا قرر الملك والد الأمير سليمان جلب رجل حكيم لتعليم ابنه حقيقة العدالة ، وطلب من الحكيم أن يأخذ الأمير بعيدًا ، ولا يعيده حتى يكون مستعدًا ليصبح ملكًا عادلًا ، وبالفعل غادر الرجل الحكيم مع الأمير .
لكنهم عانوا من غرق السفينة التي كانوا على متنها وانتهى بهم الأمر معًا ، كالناجين الوحيدين في جزيرة صحراوية ، وحينها لم يكن لديهم طعام أو ماء خلال الأيام القليلة الأولى ، ولكن تمكن الأمير سليمان وهو صياد عظيم ، من صيد بعض الأسماك .
وعندما طلب منه الرجل الحكيم أن يشارك السمك معه ، رفض الأمير الشاب ذلك ، وبعد بضعة أيام فقط أصبح الأمير أقل نجاحًا في الصيد ، بينما استطاع الرجل المسن أن يصطاد الطيور كل يوم تقريبًا ، وقد رفض الحكيم مشاركة الأمير مثلما فعل معه الأمير .
أصبح سليمان نحيفًا بسبب قلة الطعام وظل يعاني حتى انفجر في البكاء أخيرًا ، وتوسل للرجل الحكيم لتبادل بعض طعامه معه ، وذلك لإنقاذه من الجوع حتى الموت ، فقال الرجل الحكيم : بعد أن تتعلم الدرس أولًا ،
فقال له الأمير: لقد تعلمت أن العدل يتكون من مشاركة ما لدينا على قدم المساواة.
فهنأه الحكيم وأعطاه بعض الطعام ، وبعد ظهر ذلك اليوم نفسه أنقذتهم سفينة من الجزيرة ، وفي رحلة العودة توقفوا عند جبل ، حيث تعرّف رجل على الأمير وقال له : “أنا ماكس رئيس القبيلة الكبرى أرجوكم ساعدونا .
فنحن نواجه مشكلة مع القبيلة المجاورة ، فكلانا نتشارك اللحوم والخضروات ، ونحن نتجادل حول كيفية مشاركتها ” ، فحل الأمير المشكلة بكل سهولة وأجاب : على حسب عددكم بالضبط عليكم أن تتقاسموا الطعام بنسب متساوية ، وهكذا كان الأمير قد استفاد بالفعل مما علمه الرجل الحكيم .
لكن بعد قول الأمير جاء صوت الآلاف من الصرخات من سفح الجبل ، حيث جاء بعض الرجال الغاضبين بقيادة قائدهم ، وقفزوا على الأمير لابيو وأخذوه سجينًا ، لم يستطع لابيو فهم هذا على الإطلاق فقد ألقوا به في زنزانة السجن ، وقالوا له: “لقد حاولت قتل شعبنا. إذا لم تحل هذه المشكلة بالفجر غدًا ، فستبقى في السجن إلى الأبد “.
فبسبب اقتراحك سيموت الكثير من شعبنا ، فهم الأمير الوضع وقضى كل ليلته في التفكير ، وفي صباح اليوم التالي عندما سألوه عن حل ، قال لهم : “لا تشاركوا الطعام على قدم المساواة وبدلاً من ذلك ، تشاركوه حسب مقدار ما يأكله كل شخص ، أعط الناس الطعام وفقًا لحجمهم”.
أحبّ ماكسس هذا الجواب الذي قاله الأمير ، وتركوه هو والرجل الحكيم يمضون في رحلة آمنة ، وبينما كانوا يسيرون على طول الطريق ، علق الأمير قائلاً: “لقد تعلمت شيئًا جديدًا : ” ليس من العدل إعطاء نفس الشيء للجميع” ، الشيء الجيد هو المشاركة ، لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار احتياجات الأشخاص المختلفة”.
هنا ابتسم الرجل الحكيم ابتسم بارتياح وقال له :”أعتقد أنك سوف تكون ملكًا جيدًا ثم احتضن الحكيم الأمير، وكان على حق بالفعل فمنذ ذلك الحين ، أصبح الأمير معروفًا في جميع أنحاء المملكة بسبب عدالته وحكمته ، وبعد بضع سنوات احتفل الجميع بصعود الأمير إلى العرش ، وأصبح الملك لابيو يُذكر كأفضل قائد حكم المملكة .