قصة الأم التي فقدت ابنها
كانت هناك امرأة، رزقها الله تعالى بصبي وحيد، وكان هذا الطفل شقياً جداً وعنده فرط حركة كبير جداً ونشاط زائد في المخ فكان يتحرك كثيراً على الرغم من عمره الذي لم يتجاوز العامان والنصف وكان الطفل شديد الذكاء والفطنة حيث كان ذكائه حاداً جداً .كانت تلك الأم تتدمر دائما من تصرفات ابنها ودائما ما كانت تدعوا عليه رغم صغر سنه ولم تكن تهتم له كثيراً ،وكانت تقول أنها تعبت من الركض وراءه هنا وهناك كل يوم .
كانت مشغولة عنه مرة بالمكالمات الهاتفية مع صديقاتها ومرة بالخروج وتركه بالمنزل وحيدا ومرة بمشاهدة التلفاز لساعات طويلة .
وفي يوم من الأيام سافر الزوج في مهمة عمل خارج البلاد وكان عليه البقاء لمدة ثلاث أيام .فقررت الزوجة الذهاب إلى منزل عائلتها لقضاء تلك الأيام هناك .سافر الزوج وترك زوجته تجمع أغراضها استعداد لقضاء الثلاث ليالي في منزل أهلها ، فقررت الزوجة تنظيف المنزل قبل الرحيل وترك المنزل نظيف ،حتى يعود زوجها فيجده نظيف مرتب .
وقامت بترتيب المنزل ولم تتصل بأحد من أهلها لأخباره بأمر قدومها، فقد قررت الانتهاء من تنظيف المنزل أولا ،أنهت الزوجة تنظيف منزلها، ودخلت إلى الحمام للاغتسال حتى ترتدى ملابسها وتذهب لمنزل أهلها .
وكان الطفل يلعب بالخارج، أخذ الطفل المفتاح دون أن تشعر أو تراه والدته فهي لم تكن مهتمة كثيراً به .
أقفل الطفل باب الحمام على أمه من الخارج بالمفتاح ، وهكذا أصبحت المرأة حبيسة داخل الحمام ولا يوجد أي وسيلة اتصال لديها للاتصال بأحد لحل مشكلتها .وكان الحمام منعزلاً في ركن أخر المنزل .
فأهل المرأة لا يعلمون عن سفر الزوج شيء لأنها كانت مشغولة بالتنظيف ولم تجد الوقت لتخبر أحد بالأمر .أخذت الأم تحاول كسر الباب ولكنها لم تستطيع فليس هناك أي أداة قد تساعدها ،فصاحت تقول للطفل حاول أن تفتح الباب ولكن الطفل لم يستطيع فتحه، فكان صعباً عليه .كان الطفل خائف مذعورا جداً ولا يعلم ماذا يفعل ولا كيف يعطيها المفتاح، أخذت الأم تصرخ وتصرخ بذعر ، ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل، فالطفل لا يمكنه فعل شيء، وأصبح يصرخ هو الأخر .
حل الليل سريعا وأصبح كل شيء مظلم، كانت الأم المسكينة تصرخ وتنادي على أي شخصاً لنجدتها من خلف النافذة المحاطة بالحديد المغلق ،ولكن المصيبة والكارثة وسوء الحظ أنهم كانوا يسكنون منطقة معزولة خالية من البشر تقريباً، ولم يكن هناك جيران من حول المنزل ، بدأ الطفل يبكي من الجوع والعطش الشديد والتعب ويريد أمه، واستمر الأمر هكذا لمدة ثلاثة أيام والابن يحتضر ويموت على مسمع من الأم الحبيسة بالحمام .
لم تعد الأم تسمع صوته إلا ضعيف جداً وواهن ، وفي اليوم الرابع مات الطفل الصغير أمام سمع الأم من داخل الحمام، والتي كانت تموت في كل لحظة تركت فيها صغيرها دون عناية، فهي الأن لا تستطيع فعل شيء ،أخدت تواسي نفسها بتخيلات تارة تهتم بهِ وتارة تربت عليه، وتارة تطعمه بيدها ،وتارة تحضنه وتضعه في سريره حتى ينام ،كانت هذه التخيلات تساعدها قليلا في نسيان ماحدث معها .عاد الزوج إلى بيته ورأى طفله ملقى على الأرض لا يتحرك وقد فارق الحياة، فتح باب الحمام فوجد زوجته بين الحياة والموت ،اسرع ليسعفها ولكن يا للأسف فقدت تلك الأم المسكينة عقلها بسبب ما حدث .