يحكى أنه كان هناك إمبراطور يقوم قبل كل حرب يخوضها ، بإلقاء قطعة نقدية ففي كل قطعة نقدية كما نعلم كتابة من جهة وصورة من الجهة الأخرى ، فإن كانت صورة يقول للجنود : سننتصر ، وإن كانت كتابة يقول لهم : سوف نُهزم.
هذا الإمبراطور لم يكن حظه يوماً كتابة، بل كانت دوماً القطعة النقدية تأتي على الصورة ، حيث يبهر كل جنوده مما يجعل لديهم عزيمة للقتال بحماس حتى النصر.
مرت السنوات وهو يحقق الإنتصار تلو الآخر، كان الجنود يقاتلون بكل قوة لديهم.استمرت الإنتصارات حتى تقدم به العمر ، فقرر تتويج إبنه قبل وفاته ، وفي يوم التتويج دخل عليه إبنه الذي سيكون إمبراطوراً من بعده وقال له : يا أبي، أريد منك تلك القطعة النقدية ، حتى أسير على خطاك و أواصل تحقيق الانتصارات مثلك وأجعلك فخورآ بي .
فأخرج الإمبراطور القطعة فأعطاه إياها فنظر الابن للوجه الأول فكان صورة ، وعندما قلب القطعة النقدية على الوجه الآخر تعرض لصدمة كبيرة، فقد كان الوجه الأخر صورة أيضا.
تعجب الإبن ! وقال لوالده الإمبراطور : أنت خدعت جنودك وشعبك طوال هذه السنوات !
فماذا أقول لهم الآن ،، أبي البطل مخادع ؟!..
فرد الإمبراطور قائلآ : لم أخدع أحدآ .. هذه هي الحياة ، عندما تخوض معركة يكون لك خياران : الخيار الأول : الانتصار، والخيار الثاني : الانتصـار. فالهزيمة تتحقق فقط إذا فكرت بها، والنصر يتحقق اذا وثقت به!
العبرة :
لا نتغلب على هموم الحياة بالحظ، ولكن بالثقـة بالله وإرادة النفـس و الأصرار علي النصر ….