كان النمر مجاهد يعيش في بيته داخل الغابة مع إبنه النمر ميسور ، وكان النمر الأب يستيقظ كل صباح مبكراً ويخرج للصيد ، وكان يوقظ إبنه ميسورًا للخروج معه حتى يصطادا طعامًا ، وكان ميسور يكره القيام المبكر من النوم ويفضل النوم ولكن والده النمر مجاهد يصر على إيقاظه وأخذه معه للصيد. وكان النمر ميسورا كثيرًا ما يسأل أباه النمر مجاهدًا لماذا تصر على أن توقظني من النوم كل يوم لأخرج معك وأتعب في الصيد ، بالرغم أنك نمر قوي تستطيع أن تصيد بمفردك .
لأني أحبك .
كيف تقول إنك تحبني وأنت تحرمني من النوم المريح لأخرج معك إلى الغابة أكابد التعب والحر؟
حتى تتعلم الصيد ومتاعبه وتعيش الحياة بكل جوانبها .
ولكن صديقي النمر سهلان ينام حتى الظهر، ويذهب أبوه النمر ريحان وحده للصيد ويأتيه بألذ الطعام مما يصطاده، فإذا قام سهلان وجد عنده الطعام الشهي بغير تعب ولا جهد، ثم إنخرط في البكاء وأخذ يقول: ما أسعدك يا سهلان ! ما أسعدك بحب أبيك النمر ريحان! ما أتعس حظك يا نمر ميسور !!
وهنا نظر النمر مجاهد إلى إبنه وقال: يا ميسور يا حبيبي، إنك غدًا سوف تصير نمرًا كبيرًا تعتمد على نفسك وأنا اليوم أدربك على الصيد.
ولكني ما زلت صغيرًا وأمامي وقت كاف لأتعلم فنون الصيد .
ما أسرع مرور الأيام يا ميسور يا ولدي ! وما تظنه بعيدًا سرعان ما يأتي.
لا تغضب مني يا أبي إذا قلت لك إن النمر ريحان يحب إبنه أكثر من حبك لي.
سوف ترى أن حبي لك كبير، وسوف أوقظك غدًا للصيد.
وبعد الصيد في اليوم التالي خرج النمر ميسور إلى الغابة وهو يمشي حزينًا ويحدث نفسه: لماذا لا يحضر لي أبي الطعام مثل النمر سهلان ؟ لما يصر أبي على خروجي معه ؟ وأخذ يفكر، وفجأة سمع صوت صديقه سهلان يقول له: فيم تفكر يا نمر ميسور ؟
مرحبًا يا نمر سهلان ، مرحبًا أيها النمر المدلل .
مرحبًا بك يا نمر ميسور أراك شارد الذهن .
كنت أفكر في الشقاء الذي أعيش فيه ، كل يوم يوقظني أبي ويحرمني من النوم اللذيذ .
وهل ترى هذا شقاء ؟
وما الشقاء إذا إذا لم يكن هذا هو عين الشقاء.
وما قيمة الحياة إذا لم تبذل فيها جهدًا يجعلك تعتمد على نفسك؟
ولماذا لا تعتمد على أبيك ؟
وإلى متى يعيش لك أبوك ؟ هل ستظل طوال عمرك صغيرًا ؟
كنت أظنك سعيدًا بالنوم الطويل.
لا،لست سعيدا بالنوم الطويل ولدي إقتراح سوف أعرضه على أبي النمر ريحان.
ما هو؟
سوف أقترح عليه أن نتبادل مكان المعيشة ،تعيش أنت مع أبي النمر ريحان وأقيم أنا مع أبيك النمر مجاهد.
تهلل وجه النمر ميسور فرحًا وقال: أحس أنها فكرة وأجمل إقتراح.
ذهب النمر سهلان إلى أبيه النمر ريحان يعرض عليه الفكرة، وغضب النمر الكبير غضبًا شديدًا وقال: كيف أتركك تخرج للصيد ومع نمر آخر غيري ؟ فأخذ النمر سهلان يبكي ويتوسل لأبيه حتى رضي ووافق…. وفي الوقت نفسه ذهب النمر ميسور إلى أبيه يعرض عليه الفكرة ، وأيضًا غضب والده النمر مجاهد وقال : كيف أتركك للنوم والكسل؟ لكن النمر الصغير ما زال به حتى رضي بالفكرة .
وفي صباح اليوم التالي ذهب النمران الصغيران إلى حيث أرادا ليبدآ صفحة جديدة في حياتهما ، وبعد مرور اليوم الأول كان النمر ميسور سعيدًا جدّا وقال لنفسه : لقد نمت اليوم نومًا عميقًا وسوف أنام نومًا يعوض الأيام الماضية كلها ، هكذا سارت الأيام مع ميسور نوم وأكل ولعب ومرح ..
أما النمر سهلان فقد إستيقظ مبكرًا قبل النمر مجاهد وأيقظه كي يذهبا سويًا للصيد . فقال النمر مجاهد : إني سعيد بنشاطك يا نمر سهلان .
إني مشتاق لهذا العمل منذ زمن طويل ولكن أبي – بحنانه الزائد – كان يمنعني من العمل إشفاقا عليّ .
هذا هو الحب الضار يا بني.
وخرج النمران للصيد وإنطلقا في الغابة ، وأخذ النمر مجاهد يدرب سهلان حتى صار صيادًا ماهرًا .وبعد عدة أسابيع التقى النمران الصغيران، فقال النمر ميسور لصديقه : أراك تتوقد حركة ونشاطًا يا سهلان ، فرد ميسور : وأشعر بسعادة بالغة أيضًا .