قصة الثعلب والديك
ذهب الليل وطلع الفجر ، فارتفع صياح الديك الأحمر الذهبي ، ليعلن ابتداء يوم جديد ، وهناك في جحره استيقظ الثعلب الماكر ، على صياح الديك باكرًا ، ونفض عن عينيه آثار النوم .
ثم نظر إلى البعيد وقال : أوه أوه أوه .. ما أجمل أن أستيقظ باكرًا على صياح الديك ، ولكن الأجمل أن يكون الديك على مائدتي عند افطاري!. أوه أوه أوه ، إن صوت الديك رائع ، وأروع منه أن أمزق لحمه ، بين أنيابي .
ثم أخذ الثعلب يفكر في حيلة ، للنيل من الديك ، فالديك حريص ويقظ ، ولا يستطيع الإمساك به ، فقال الثعلب في نفسه : لابد وأن تكون الحيلة ماكرة وذكية ، وبعد تفكير طويل ، أتت للثعلب فكرة للنيل من الديك ، فقام وانطلق بسرعة لتنفيذ خطته ، وتوجه إلى مكان الديك .
وأمام السور الخشبي ، وجد الثعلب الديك يقف على خشبة عالية من السور ، فاقترب منه وقال له : عمت صباحًا يا صديقي ، أبشر أيها الديك الرفيق ، أما سمعت لقد انتشر خبر تناهى إلى أسماع حيوانات الغابة كلها ، وحملته طيورها ، وهو أن الحرب والعداوة انتهت بين الثعالب والطيور .
وبمناسبة إعلان السلام ، ستقام حفلة كبيرة ، في هذا الصباح ، تحضرها حيوانات الغابة ، بأمر من الحاكم ، الذي أمر بإيقاف هذه الحرب ، ليعيش الكل في وئام. دهش الديك من كلام الثعلب ، فقال له الثعلب : هيا هيا هيا هيا ، هيا هيا يا عزيزي انزل بسرعة ، من مكانك هناك ، وتعالى إليّ لنتعانق بمحبة ، ثم ننطلق إلى الحفلة معًا ، يدًا بيد ، وفي الحفلة سيسعد الجميع عندما يريانا صديقين حميمين .
لم تمر الخدعة الماكرة على الديك ، وأحس أن الثعلب يدبر له سوءًا ، فقال في نفسه : يالك من ماكر مخادع ، أظننت أنك خدعتني وصدقتك ، لا لا لا أيها المحتال الماكر ، سوف ألقنك درسًا لن تنساه !.
ثم قال الديك للثعلب : طبعًا طبعًا طبعًا ، سوف أنزل إليك ، انظر يبدو أن هناك أحد قادمًا نحونا ، نعم إنني أرى مجموعة من كلاب الصيد ، جاءت لتهنئنا معًا كي تذهب معنا إلى الحفلة !.
اضطرب الثعلب عندما سمع اسم كلاب الصيد ، وارتجف صوته فقال في نفسه : كلا لالالالا ب كلالالالاب ب ب الصيد ، يا ويلي من أنيابها ونباحها ، فلأهرب سريعًا ، لأفر قبل أن تصل إليّ ، آآآآووووووو.
وانطلق الثعلب هاربًا ، فيما أخذ الديك يناديه قائلاً : هأ هأ هأ توقف ، إلى أين تذهب يا صديقي الثعلب ألن تحضر معي الحفلة ، لماذا تعدو وتهرب ؟!! فأجابه الثعلب وهو يسرع في عدوه : آآآوووو لمرة ثانية يا عزيزي ان معدتي تؤلمني وقد نصحني الطبيب بملازمة الفراش ، وداعًا وداعًا وداعًا ، فضحك الديك وهو يرى الثعلب يهرب ، ويجري بأقصى سرعته إلى الغابة .