قصة الحصان المسكين
يحكى أنه في قديم الزمان ، كان هناك في إحدى القرى الصغيرة مزارع طيب وكان لديه حصان جميل الشكل وكان المزارع يستخدم الحصان في الذهاب للمزرعة وجر العربة ، وظل الحصان في خدمة صاحبه سنوات طويلة ، حتى كبر سن الحصان وصار ضعيفًا ولم يعد يقوى على الذهاب للمزرعة ولا على خدمة صاحبه .
فقرر صاحب المزرعة الاستغناء عن الحصان وطرده من الاسطبل ، ولم يعد يضع له الطعام ، وبالفعل ذهب المزارع للحصان وقال له لم أعد أقبلك في مزرعتي مرة أخرى ، لأنك ضعيف ولم يعد منك منفعة ، وإذا كنت تريد البقاء عليك أن تغلب السبع .
أحس الحصان بالظلم وتألم كثيرًا وهو يخرج من الاسطبل ، ثم خرج من القرية وهو حزين جدًا واتجه إلى الغابة ، وأخذ يمشي ولا يدري إلى أين يذهب أخد يمشي من جهة إلى أخرى ، حتى قابله ثعلب .
فسأله الثعلب لماذا أنت حزين أيها الحصان المسكين ، فبكى الحصان وقال له أن المزارع طرده من بيته لأنه أصبح ضعيف ، ولا يستطيع أن يجر له العربه ، وقد نسي ما فعله له طوال السنوات السابقة ، وطلب منه أن يغلب السبع لو أراد البقاء في المزرعة ، وكيف سيغلبهم وهو عجوز ضعيف .
رد عليه الثعلب وقال له : لا تحزن ولا تفكر وابتسم للحياة وأنا سوف أساعدك حتى ترجع إلى اسطبلك ، ونصحه الثعلب أن ينام على جنبه فى الأرض ، ويتظاهر أنه ميت ، ولا يتحرك حتى يرجع إليه الثعلب مرة أخرى بعد وقت قليل .
سمع الحصان كلام الثعلب ونفذه ، فنزل إلى الأرض ومدد جسمه على الأرض باسترخاء تام ، وادعى أنه قد مات ، وقال له الثعلب حسنا لا تتحرك من مكانك حتى أعود إليك ، ثم ترك الثعلب الحصان وذهب إلى المكان الذي يعيش فيه السبع .
وقال الثعلب للسبع : أيها السبع إن بالقرب منا حصان ميت ، فتعالا معى لتراه وتأكل منه أكلة لذيذة ، ففرح السبع فرحًا كثيرًا ، وقام في الحال مع الثعلب إلى المكان الذي ينام فيه الحصان ، وفرح جدًا عندما رأى الحصان المتمدد على الأرض .
فأراد السبع أن يبدأ الأكل أولًا ، فقال له الثعلب : يا أيها السبع إنك لن تستريح إذا أكلته هنا ، سأذكر لك طريقة لتأخذه معك إلى بيتك وتأكله على مهلك ، ولا يضايقك أحد ، فوافق السبع وقال له دلني على الطريقة أيها الصديق المخلص .
فقال له الثعلب سأربطك جيدًا في ذيل الحصان ، وتقوم بجره معك إلى بيتك الذي تعيش فيه ، وتأكل منه فى الوقت الذي تحبه وبالقدر الذي تحبه ، دون أن يشاركك به أحد ، أو يضايقك أحد .
ونام السبع على جنبه مستسلمًا تمامًا للثعلب ، لكي يقوم بربطه فى ذيل الحصان ، وفي الحال ربط الثعلب السبع من قدميه ربطة متينة ، حتى لا يستطيع السبع أن يخلص نفسه من هذا الرباط مهما يحاول .
ثم ضرب الثعلب الحصان بيده وقال له : قم أيها الحصان قم واذهب إلى بيتك ، فقام الحصان من نومه وشكر الثعلب على مساعدته له ، ومشا ورجع إلى قرية صاحبه ، وأخذ يجر الحصان السبع المربوط خلفه .
فأخذ السبع يصرخ ويصدر أصوات عاليه وهو مجرور خلف الحصان ، فلم يبالي الحصان به حتى وصل إلى اسطبله فى المزرعه فى بيت صاحبه ، أخذ الحصان يصهل بصوت عالي ، حتى خرج صاحبه ، ووجد حصانه العجوز وفي ذيله مربوط سبع ضخم الحجم ميتا ، فسأله المزارع ماذا فعلت ؟
رد عليه الحصان قائلًا : إنك شرطت علي لكي أبقى في اسطبل المزرعة أن أغلب السبع ، وقد غلبته وأتيت لك به ،وهو أمامك لا يقدر على الحركة ، رأى المزارع حصانه فتذكر أعماله الماضية وحن إليه ورضي عنه وقال له ، سوف تعيش في اسطبلك مرة أخرى ، وسأقدم لك الطعام والشراب وستظل هنا بقية حياتك معززًا مكرمًا ولن تخرج من الإسطبل مرة أخرى .