قصة الحطاب وحارس البحيرة
يُحكى أنه في زمن غير بعيد كان هناك أخوان حطابان كان اسمهما أمين ومنير ، وكانا يعملان في أحد المؤسسات المختصة في قطع الأشجار وتحويلها إلى خشب جاهز للبيع وكان أمين مجتهدًا مخلصًا في عمله يقضي يومه في العمل دون كلل ولا يرتاح إلا عند وقت الطعام .
بينما كان منير كسولًا مراوغًا يبحث عن أي حجة حتى يتوقف عن العمل ويرتاح ، وفي يوم من أيام الصيف الحارة ، وبينما كان الأخوان يعملان أراد منير أن يرتاح ، لأن الحرارة كانت شديدة ذاك اليوم فقال منير لأخيه :لماذا لا نرتاح قليلًا ،
فقال أخاه: كيف نرتاح ولا نزال في أول النهار ؟ هيا عد إلى العمل وكفاك كسلًا .
عاد منير الكسول إلى العمل على مضض ولكنه ظل يفكر في حيلة تريحه لبقية اليوم ، فأخذ يصيح ويستغيث يا إلهي يا له من مغص شديد في معدتي أرجوك يا أمين تعال وساعدني فهرع إليه أمين حتى يرى ما به ثم قال : اذهب واستلقي في ظل شجرة حتى يذهب عنك المغص .
قال منير: وماذا عن العمل سوف يوبخني صاحبه .
أمين: لا عليك يا أخي سوف أعمل عنك لبقية هذا اليوم .
وهكذا نام منير المخادع طوال اليوم دون أن تأخذه رأفة بشقيقه ، الذي عمل في القيظ عن شخصين دون أن يرتاح ، وفي آخر النهار اقترب الأخوان من بحيرة حتى يزيلا عنهما العرق والغبار وفجأة سقطت فأس أمين في قاع البحيرة فلم يستطع انتشالها لعمق المياه فيها ،فصرخ: يا إلهي لقد سقطت فأسي في البحيرة كيف سأعمل غدًا ولا أملك غيرها ؟
فقال أخاه : يا لك من غبي يجب أن تجد حلًا قبل يوم غد وإلا طردك صاحب العمل سأعود إلى البيت الآن فالوقت متأخر وهكذا ترك منير أمين وشأنه دون أن يبذل جهود حتى يخلصه من مأزقه ، وقفل عائدًا لى بيته .
جلس أمين على ضفة البحيرة محتارًا يبحث عن حل لمشكلته وفجأة خرج رجل من الماء ووقف على صفحته وقال : لماذا أنت مهموم هكذا؟
فأجاب أمين وهو يرتعد من الخوف : لقد أسقطت فأسي في البحيرة وليس لي غيرها حتى أحتطب بها .
فقال الرجل: انتظرني سوف أبحث لك عنها .
اختفى الرجل الغريب في الماء ثم عاد يحمل فأسًا ذهبية وقال: هل هذه فأسك ؟
فقال أمين: لا يا سيدي فأسي ليست ثمينة،
فغطس الرجل الغريب من جديد في الماء ثم عاد يحمل فأس فضية وقال له: هل هذه فأسك ؟
فقال له أمين: لا يا سيدي ليست هي،
فغطس الرجل الغريب للمرة الثالثة وأحضر فأس أمين الحديدية وقدمها له مع الفأسين الآخرين الفضية والذهبية ، وذلك جزاء له على أمانته وصدقه ثم اختفى من جديد .
ولما عاد أمين إلى البيت عرض الفؤوس على أخيه منير وقص عليه ما حدث معه ودفع الطمع منير للذهاب إلى البحيرة حتى يحصل هو الآخر على فأس ذهبية وأخرى فضية ، وعندما وصل رمى فأسه في الماء وأخذ يصيح ويستغيث فخرج له حارس البحيرة وقال: لا تبكي أيها الرجل سوف أحضرها لك. غطس الحارس وخرج يحمل فأس ذهبية ثم قال هل هذه فأسك؟
فحمل الطمع منير أن يجيب قائلًا: نعم إنها فأسي.
عندها غضب حارس البحيرة وقال: يا لك من رجل كذاب وطماع إنها ليست لك سوف أخذ فأسك الحديدية عقابًا لك .
ثم اختفى الحارس عن الأنظار تاركًا منير يندب حظه العاثر ..