قصة الحمار شكير
كان الحمار محبوب يعيش مع أبيه الحمار شكير في بيت جميل ، وكانت الأرض المحيطة بهذا البيت خصبة فينبت فيها كمية كبيرة من الحشائش عندما يسقط عليها المطر ، وقد إعتاد الحمار شكير أن يوزع من هذه الحشائش على جيرانه من الحيوانات آكلة الزروع .
وذات صباح قال الحمار شكير لإبنه الحمار محبوب : إحمل هذه الكمية من الحشائش على ظهرك وإذهب إلى بيت الغزالة .
تعطيها كل هذه الكمية الكبيرة هذه؟
نعم كلها .
وما بقي لنا ؟
بقي لنا الكثير ، وسوف تحمل كومة أخرى إلى الزرافة وثالثة إلى الفيل .
سوف أفعل يا أبي ، ولكن أريد أن أسألك سؤالاً ,أرجو ألا تغضب مني.
تفضل يا محبوب .
أليس هذا تضييعًا لطعامنا؟ وكان يمكننا أن نحتفظ به فيكفينا ويزيد ؟ لماذا التعب وتوزيع الحشائش هنا وهناك ؟
إبتسم الحمار شكير ونظر إلى إبنه محبوب وقال له : أيها الحمار الصغير إنك قصير النظر قليل الخبرة في الحياة.
كيف يا أبي ؟
إنك تظن أن الثروة هي أن نمتلك كميات كبيرة من الحشائش نأكلها وحدنا .
طبعا ولا يوجد غير ذلك .
هذا غير صحيح ، وسوف تعلمك الأيام أن الثروة الحقيقية أن تملك قلوب من حولك من أصدقائك وجيرانك .
إنك طيب القلب يا أبي ، قل لي من فضلك : وماذا أستفيد من قلوبهم وودهم ، هل تغني من الجوع أو تروي من عطش ؟
إنها يا بني تفعل ما هو أهم .
لا أفهم ، وعلى أية حال سوف أحمل الحشائش وأوصلها كما أمرتني ولو أني غير مقتنع بهذا .
بارك الله فيك يا بني وغدا تفهم .
حمل الحمار محبوب الحشائش على ظهره وأوصلها إلي جيرانه كما أمره أبوه الحمار شكير ، وإستقبلت الغزالة هدية جارها الحمار بالشكر والتقدير وقالت : أشكرك يا حمار محبوب على حملك الحشائش وبلّغ شكري لأبيك الحمار شكير .. كانت الحيوانات تحب الحمار شكيرًا حبّا كبيرًا بسبب ودّه لهم وتوزيع الحشائش على من حوله ، وفي صباح أحد الأيام بينما كانت الزرافة تأكل من ورق الشجر وتمد رقبتها إلى أعلى ، إذ بها تصرخ وتقول : ما هذا ؟ سمعتها جارتها الغزالة فقالت : ماذا بك يا صديقتي الزرافة ؟
إني أرى الأسد رهيب يتسلل بين الأشجار بسرعة .
ترى أين يتجه ؟
إن الأسد رهيبًا مشهور بحبه لأكل الحمير .
لعله يسير في إتجاه بيت الحمار شكير .
الظاهر أنه فعلا يسير إلى بيت الحمار شكير .
وماذا سنفعل ؟
يجب أن نخبر الحمار شكيرًا بقدوم الأسد إليه حتى يهرب أو يدافع عن نفسه .
ولكن إن رآنا الأسد فإنه سوف يتجه إلينا ويأكلنا .
قالت الزرافة : أنا أستطيع الدفاع عن نفسي ضده ، المهم أنت .
قالب الغزالة : ليس مهمّا أن أتعرض للخطر من أجل الحمار شكير فإن له فضل كبير علي أنا وأولادي ، وكم أنقذني من الجوع بما يرسله من الحشائش التي تنبت حول بيته ، وإنه لا يحتفظ بالحشائش لنفسه ، وإنطلقت الغزالة بسرعة كبيرة حتى تسبق الأسد إلى بيت الحمار شكير ، وطرقت الباب بقوة وأخذت تنادي : يا حمار شكير ، يا حمار شكير .
قال الحمار محبوب : إن الغزالة تطرق الباب بقوة في هذا الصباح ألم نعطها بالأمس كمية كبيرة من الحشائش ؟
لقد أكتلها ثم جاءت تأخذ المزيد . ألا تشبع هذه الغزالة ؟
قال الحمار شكير : لا تقل هكذا يا حمار محبوب .
والله لقد سئمت هؤلاء الحيوانات .
قم وإفتح الباب ، ثم تبين ما في الأمر ، وبمجرد أن فتح الحمار محبوب الباب ورأى الغزالة قال لها : لم يعد عندنا ….. ، لكنها قاطعته وهي تلهث قائلة : هيا أخرجا من هنا فإن الأسد رهيبًا قادم إلى هذا المكان ، فقال الحمار شكير:إنطلق بسرعة يا محبوب فإن هذا الأسد يحب لحم الحمير الصغيرة وسوف يأكلك .
أصيب الحمار محبوب بالرعب ، وإنطلق يجري وراء أبيه ومعهما الغزالة ، وإبتعدوا عن المكان قبل وصول الأسد رهيب بلحظات ، وجاء الأسد وأخذ يبحث عن الحمارين فلم يجدهما ، وتعجب كيف إختفيا من المكان ، ولما تعب من البحث قرر أن يذهب إلى مكان آخر يصطاد منه فريسة أخرى .تأكدت الزرافة من إنصراف الأسد فذهبت إلى حيث إختبأ الحمار شكير وأخذت تقول : إرجع يا حمار شكير فقد ذهب الأسد ، سمعها الحمار شكير فرجع إلى بيته ومعه إبنه الحمار محبوب .وبعد أن إستراحا نظر الحمار شكير إلى إبنه وقال له: ما رأيك فيما حدث اليوم يا محبوب ؟ فقال محبوب : لقد أنقذتنا الغزالة من موت محقق وإلا كنت الآن في بطن الأسد ، الحمد لله وشكرًا للغزالة .
إستيقظ الحمار شكير في صباح اليوم التالي لم يجد إبنه الحمار محبوبًا فقام من نومه مسرعًا وأخذ ينادي : أين أنت يا محبوب ؟
أنا هنا يا أبي
ماذا تفعل ؟
تعال وأنظر .
ما هذه الأكوام من الحشائش ؟
إني أرتب كومة حشائش لجارتنا الغزالة ،وكومة أخرى للزرافة ، وثالثة للفيل ، ورابعة …..
إبتسم الحمار شكير وقال : حسنًا يا محبوب ، أكمل عملك على بركة الله .
المؤلف/ عبدالله محمد عبد المعطي