في يوم من الأيام، كانت هناك حمامة جميلة تبني عشا لها على إحدى أشجار البستان ، وبعد أن انتهت من بناء العش بأيام ،باضت بيضتين وراعتهما حتى صارا فرخين صغيرين ، وأثناء غياب الحمامة ، جاءت أفعى وتسلقت الشجرة ، وابتلعتهما!.
وعندما حضرت الحمامة ، فجعت على فرخيها الصغيرين ، فقامت بنقل عشها ، إلى شجرة أخرى ، ثم باضت بيضتين وراعتهما حتى أصبحا فرخين ، ولكن الأفعى جاءت مرة أخرى وتسللت إلى الشجرة ، وقامت بالسطو عليهما وابتلعتهما .
بقيت الحمامة تنوح على فرخيها حائرة لاتدري ، ماذا تفعل ؟! تنتقل من شجرة إلى أخرى ، تحاول أن تبني عشًا جديدًا ، شاهدها حارس البستان وهي حائرة وقلقة ، فقال لها : ما الذي يشغلك ويجعلك تنتقلين من شجرة إلى أخرى ؟!
فقصت عليه الحمامة ، ما فعلته الأفعى المتوحشة بفراخها ، فقال لها : أنه من الصعب الإمساك بها ، لقد فشلت محاولاتي بالقضاء عليها ، وأنا حائر لا أدري ما العمل ، أحضرت قطًا كبيرًا لحراسة البستان ، وعندما حاول منعها ، قامت وغرست أنيابها السامة بجسمه ، وقضت عليه .وأصبحت بعد ذلك أخاف على نفسي منها ،
قالت الحمامة : وما العمل الآن ؟
أجابها : عندي طريقة أريد أن أجربها عسى أن تنجح ! سأقوم بعمل طائر من القش ، وأضع بداخله الصمغ اللاصق ، وألصق الريش على جوانبه ، حتى يكون على هيئة طائر ، وأقربه عند حجرها ، وعندما تقوم بابتلاعه ، يعلق الصمغ اللاصق بأنيابها السامة ، فنتقي شرها .
وبالفعل ، رأت الأفعى الطائر ، وجاءت لتفترسه ، وذهب الصياد ليشاهد ما فعل بالأفعى ، فوجدها في حالة سيئة ، قال لها ساخرًا : هل تريدين المساعدة ؟
قالت : ساعدني بانتزاع الجسم الغريب من فمي ، انه يضايقني ويؤلمني ،
فقال لها : لو أخرجته من فمك ، ستعودين بالسطو من جديد على الفراخ الصغيرة ، حتى القط الذي يحرس البستان لم يسلم منك ، فقد قمت بقتله ، فأنت أفعى متوحشة لا تستحقين المساعدة وقد وقعت في شر أعمالك ، وهذا جزاؤك .
ستظلين هكذا محرومة من الطعام ، وتعانين ألمًا وعذابًا حتى تموتي ، وهذا عقاب لك جراء ما قمت به ، من الاعتداء على طيور بريئة داخل أعشاشها وما تسببت به للحمامة من حزن وألم شديدين ، وهي تنوح على فراخها الصغيرة ، عندما تسللت إلى عشها وقضيت على فراخها أكثر من مرة .