قصة الخروف الذكي
ذات صباح وقف الكلب ينتظر صديقه الخروف الذي سيأتي لزيارته ، وكم كان الكلب سعيدًا بهذه الزيارة ، وبدأ يتذكر تلك الأيام الجميلة التي قضاها مع هذا الخروف عندما كان يحرسه وأخواته (قطيعه) منذ سنين ، وكم كان الكلب يحسن حراستهم والخرفان بدورهم يحسنون صحبتهم ويطعموه ألذ الطعام ، لقد كانت أيامًا جميلة ، وقطع عليه ذكرياته صوت صديقه الخروف : السلام عليكم أيها الكلب الوفي .
– وعليكم اسلام
– مرحبا بصديقي الخروف أنا سعيد جدّا بزيارتك .
– أشكرك يا صديقي الكلب الوفي ، لقد سررت كثيرًا عندما علمت أنك تعيش قريبًا من الأرض التي نرعى فيها ، وقررت أن آتي لرؤيتك والاطمئنان عليك .
– شكرا لوفائك يا صديقي الخروف .
لا أنسى أبدًا أيها الكلب تلك الأيام الجميلة التي عشناها معا وكنت تحرسنا من الذئاب .
– هذا واجبي كنت أؤديه ، وكم كنت حزينًا لفراقكم عندما انتقلت أنت لراعٍ آخر .
– هذا حال الدنيا .
– دعني أريك البيت الذي أعددته لك كي تستريح فيه .
سار الصديقات يتبادلان الحديث حتى وصلا إلى البيت الذي سينزل فيه الخروف ضيفًا على الكلب ، وهناك أخبره الكلب أنه قد أحضر له الحشيش اللازم لطعامه ،شكر الخروف صديقه الكلب وقال : ومن هم جيراني يا ترى لعلي أتعرف عليهم .
– يسكن في البيت المجاور حمار لطيف .
– حسنًا .
– أما البيت المقابل فيسكن فيه ذئب ، لا تخش منه فقد أخبرته أنك ضيفي ولن يمسك بسوء .
– هل أنت متأكد ؟
– بكل تأكيد فقد هددته إن أكلك إني سوف أعاقبه .
– ارتجف قلب الخروف وقال في نفسه : شيء عظيم ، بعد أن يأكلني سوف يعاقبه ، وماذا أستفيد بعد ذلك ؟
جلس الخروف يفكر ويحدث نفسه قائلاً : إني لا أريد أن أزعج صديقي الكلب كما أني في خطر محقق من هذا الذئب … قال الخرف ونظر من شباك البيت فوجد الذئب ينظر نحوه ويسيل لعابه ، فعلم أن الذئب ينوي أكله وافتراسه ولا يخشى من تهديد الكلب …ومن ساعتها حرص الخروف أن يحكم إغلاق الأبواب والشبابيك حتى لا يستطيع الذئب الدخول إليه .
وفي الليل سمع طرقًا شديدًا على الباب .
– من بالباب ؟
– أنا جارك جئت لتحيتك والسلام عليك .
– أين الجيران أنت ؟
– أنا جارك المقابل .
– الذئب .
– نعم .
– تعال في الصباح بصحبة الكلب .
أنا على عجلة من أمري أريد زيارتك ألآن .
الليل للنوم أما الزيارة فتكون في الصباح .
انصرف الذئب وهو يفكر كيف يفترس هذ ا الخروف السمين ، فمنذ فترة لم يظفر بخروف جيد مثل هذا ، وقرر ألا يفلت منه هذا الخروف وليفعل الكلب ما يشاء … وفي الوقت نفسه جلس الخروف يفكر في حيلة كي ينجو بها من الذئب ولا يزعج صديقه الكلب …
في الصباح ذهب الخروف إلى السوق واشترى غطاء يشبه جلد النمر وأخذ يتعرف على بيوت الحيوانات في المكان المجاور ، فعلم الخروف أن بيت النمر قريب منه جدًّا .
وفي الليل جاء الذئب مرة ثانية فوجد الباب مغلقًا فقرر القفز من سطح البيت إلى داخله كي يفترس الخروف ، ولما شعر الخروف بدخوله غطى نفسه بجلد النمر واستجمع شجاعته كي يواجه الذئب .
دخل الذئب إلى داخل البيت فلما رأى الخروف المغطى بفرو النمر حسبه نمرًا حقيقيًّا فارتعد خوفًا وقال : أليس هذا بيت الخروف ؟
– ماذا ترى أمامك خروفًا أم نمرًا ؟
– آسف جدّا أيها النمر القوي ، أرجو المعذرة ، إذن أين الخروف ؟
– إنه في أول بيت في هذا الشارع .
– نعم فهمت ، لقد جئت أيها النمر إلى هذا البيت وذهب هو مكانك .
-هذا ما حدث بالفعل .
انطلق الذئب الجائع إلى بيت النمروهو يحسب أن الخروف السمين موجود
فيه ، وقفز إلى داخل البيت وهو يمني نفسه بأكلة شهية مشبعة ، وإذا به يجد النمر الحقيقي ..غضب النمر غضبًا شديدًا وأمسك بالذئب وسأله : كيف تدخل بيتي ليلًا بغير إذني ؟
تلعثم الذئب وقال وهو يرتجف من الخوف : لقد أخبرني النمر الآخر أن الخروف موجود هنا وأنا جائع جدًّا .
– وأنا أيضًا جائع جدًّا ولم أخرج للصيد في صباح اليوم .
– ماذا تعني؟؟؟
– أعني أنك طعامي الليلة ، ولن أخرج أيضًا في صباح الغد .
– ولكن ..
لم يكمل الذئب كلامه حتى هجم عليه النمر وافترسه ..وفي الصباح جاء الكلب يزور ضيفه الخروف وقد علم بقصة افتراس النمر للذئب ، فقال للخروف : لا أعلم لماذا ذهب الذئب إلى بيت النمر ليلًا ؟
– ربما تعرف السبب بعد ذلك . المهم أني سأودعك الآن لألحق بالراعي فقد تأخرت عليه ، مع السلامة يا صديقي الكلب .
– في أمان الله يا صديقي الخروف .
المؤلف: عبد الله محمد عبد المعطي