قصة الدمية الساحرة
يروى عن فتاة جميلة اسمها نغم ،كانت نغم تجلس وحدها في غرفتها وتفكر في حزن قائلة : أتمنى أن تعود أمي إلى المنزل.كانت أمها قد دخلت المستشفى لمدة أسبوع بعد أن أُصيبت في حادث سيارة .كانت نغم تذهب إلى السيدة أسماء الجارة المجاورة لهم بعد انقضاء اليوم الدراسي كل يوم، ثم يأخذها والدها من هناك في وقت متأخر من المساء بعد عودته من عمله ومن زيارة والدتها في المستشفى.كانت السيدة أسماء طيبة جداً وكذلك لديها ابنة تدعى حسناء وابنً يدعى عاصم، وكان الأطفال الثلاثة حسناء ونغم وعاصم يلعبون مع بعض كثيراً، وذات مرة عرضت السيدة أسماء على نغم مجموعتها الخاصة من الدمى لتلعب بهم كل يوم .
كانت السيدة أسماء تعمل مضيفة بالطيران وقد جمعت الدمى من كل بلاد العالم التي زارتها وكانت الدمى موضوعة في مكان خاص بها، وكم سُرت نغم لرؤيتها كل تلك الدمى الجديدة والجميلة ، ومنذ ذلك الحين اعتادت زيارة غرفة الدمى بانتظام.وفي هذا اليوم أيضاً ذهبت إلى غرفة الدمى حتى تستمع بالنظر إلى دميتها المفضلة في المجموعة : كانت دمية صغيرة ذات ثياب بيضاء، كانت نغم تشعر أن هذه الدمية بوسعها أن تسمع صوت ضحكات عاصم وحسناء المنبعثة من غرفة المعيشة حيث يشاهدان برنامج الرسوم المتحركة .
وقفت ثابتة لبرهة من الوقت وفجأة أحست نغم برغبة عارمة في امتلاك الدمية البيضاء، أحست وكأن هذه الدمية سحرتها وتقول لها خديني معاكِ ،فاختلست النظر من ورائها في خوف والتقطت الدمية البيضاء ولفتها في منديل يدها ثم اسقطتها في ملابسها .وفي ذلك الوقت دعتها السيدة أسماء قائلة : هيا يا نغم أعددت لكم الشطائر اللذيذة مع الحليب الدافئ !كانت نغم ترتجف، فتحركت في بطء نحو غرفة الطعام وكانت تبدو شاحبة جداً !سألتها السيدة أسماء : هل تشعرين بتعب يا صغيرتي ؟لم تستطع نغم إلا أن تهز رأسها بالإيجاب .أكلت قطعة صغيرة من الشطائر ،وبعد ذلك نهضت مسرعة لتغادر المكان، ولكن فجأة سقطت الدمية من ملابسها .سادت لحظة صمت تبادل فيها كل من السيدة أسماء وحسناء وعاصم النظرات المصدومة، والتفتوا جميعاً نحو نغم مستغربين مما فعلته !!نظرت نغم إلى الأرض بوجه مُحمر وبسرعة أخذت السيدة أسماء نغم إلى غرفة النوم وهي تقول لها : تعالي يا صغيرتي الحلوة، أريد أن أتحدث إليكِ .
أطاعتها نغم بلا تردد، سألتها السيدة أسماء في شدة : لماذا أخذت الدمية دون أن تطلبي مني ذلك ؟لم تستطع نغم النظر في عيني السيدة أسماء، فأحنت رأسها قليلاً والدموع تغلبها، قائلة : أنا آسفة .قالت السيدة أسماء : هذه تعتبر سرقة يا نغم والفتيات الطيبات لا يقمن بهذا، لماذا فعلت هذا أخبريني بصدق ؟أجابتها نغم بصدق : أقسم أني لا أدري لماذا فعلت هذا يا خالتي .
نظرت السيدة أسماء إليها بحنان واحتضنتها بشدة قائلة : ما الخطب يا عزيزتي نغم ؟
انخرطت نغم في البكاء وقالت : أتمني أن تعود أمي إلى المنزل، فأنا أفتقدها بشدة واشتقت لها كثيراً .خففت عنها السيدة أسماء وقالت : لا تقلقي سوف تعود قريباً، وأعطت الدمية البيضاء لنغم وهي تقول : هذه هذية لكِ وتستطيعين استعارة أية دمية مما لدي ،ولكن لابد أن تطلبي هذا دائماً، أليس كذلك ؟
أجابت نغم : بلى سأتذكر ذلك، لا أدري لماذا سرقت الدمية، كنت أشعر بالضيق والوحدة وكنت بحاجة إلى الحديث مع شيء أو شخص ما، قالت السيدة أسماء : إنني يا عزيزتي أتفهم ذلك .
أحياناً يشعر الأشخاص بالوحدة والقلق ويفعلون اموراً غير مقبولة، تذكر دوماً أن تتحدث عن امنياتك ورغباتك مع أحد الأشخاص الذين يتفهمونها ولا تدع الرغبات السيئة تتغلب عليك .