كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك ديك يسير وحده في الطريق وتقابل مع صديقته البومة وقت الغروب ، فقال لها : أهلًا أهلًا كيف حالك أيتها البومة العزيزة ؟
فقالت البومة: بخير يا صديقي الجميل ،
فقال الديك : أرأيت هذا القرص المنير في السماء ويرسل الحرارة إلى الأرض ؟
فأجابت البومة بتأفف : لا أنا لا أشعر بالدفء حينما أراه بل يجعلني أشعر بالبرودة .
فقال الديك وهو غاضب : كيف ذلك أيتها البومة ، أنا متأكد من كلامي .
ولكن البومة أصرت على كلامها قائلة : أنا لم أشعر بالدفء أبدًا عند ظهور هذا القرص .
ثم اقترب الصديقان من بعضهما البعض وهما في حالة غضب شديدة ،
وقال الديك للبومة : إذن أنت لا تعرفين شيئًا،
فقالت البومة : لا بل أنت متكبر ومتعصب لرأيك .
وهنا ازدادت حدة الشجار بينهما واحتدت المناقشة ، ثم تطاول الصديقان كل منهما على الأخر ، واشتبكا في معركة وفي هذه اللحظة ظهر القرد العجوز ونظر الديك والبومة إلى القرد الضاحك وهما يتعجبان ، فقال القرد لهما : لقد استمعت إلى حواركما وتعجبت لهذه المشاجرة ، مع أن كلا منكما على حق !
فقال كلٍ من الديك والبومة : وكيف يكون ذلك ؟
فأجاب القرد : إن في السماء قرصين ، أحدهما يظهر نهارًا وهو الذي يعطي الحرارة والآخر يظهر ليلًا فيكون الجو باردًا ، فالديك يستيقظ نهارًا أثناء ظهور القرص الحار! والبومة تستيقظ ليلًا في الجو البارد ، وهنا نظر كل منهما للآخر في خجلٍ شديد ! وعرفا أنهما قد تسرعا واعتذر كل منهما للأخر .
القيمة الأخلاقية المستفادة من القصة :
أن اختلاف الرأي لا يفسد للود القضية ، وأن كل منا قد يكون على حق لذا لا داعي للغضب والتعصب في الرأي ، لأن الغضب قد يؤدي بصاحبه إلى المشاكل والوقوع في الخطأ ، لهذا يجب علينا أن نتقبل رأي الآخرين ونسمع لهم حتى نستفيد مما لديهم ، ويستفيدون هم أيضًا مما نعرفه ، ولكن إن تعصب كلٍ منا لرأيه وأصر عليه قد نخسر صداقتنا أو نخطئ في حق أصدقائنا .