قصة الذئب والثعلب والحمار
في يوم من الأيام خرج أحد الذئاب يجول الغابة ، طولاً وعرضًا ، ليبحث عن فريسة يسد بها جوعه، وبينما كان يتجول في الغابة و يبحث عن فريسته، شاهد حيوانًا غريبًا يرعى العشب ، فقال في نفسه : ما هذا الحيوان الغريب ، لم أر مثله قط ! انه ضخم الجثة ، وقد يؤذيني ان حاولت افتراسه عليّ أن أتأكد من طباعه ، قبل أن أقدم على أي خطوه .
وبينما كان يفكر ويمعن النظر في الحيوان الغريب ، مرّ أمامه ثعلب ، فخطرت بباله فكرة ،وهي بأن يذهب هو و الثعلب ليتعرف على ذلك الحيوان ! ، فناداه قائلًا : أيها الثعلب تعال إلى هنا ،
فأجاب الثعلب : ما الذي تريده مني أيها الذئب ؟
فقال الذئب : هل ترى ذلك الحيوان الذي يرعى العشب هناك ؟ ،
أجاب الثعلب : نعم إني أراه ما به ؟
قال الذئب : هل تعرفه؟ فأنا لم أر مثله من قبل!
فقال الثعلب : لا ، ولكن لربما يكون من الحيوانات الأليفة التي يربيها الإنسان .
قال الذئب : ما رأيك لو ذهبت وسألته عن اسمه وتحققت من طباعه ؟ فوافق الثعلب على الفور ، وتوجه نحو الحيوان الغريب ، حتى يتعرف عليه ، ولما وصل إليه قال له : أهلا بك أيها الغريب في غابتنا ،
فأجابه الحيوان : شكرا لك أيها الثعلب ،
فقال الثعلب : ما اسمك ؟
ففكر الحيوان الغريب قليلاً ثم قال : ان اسمي مكتوب على حافر كعبي الخلفي ويجب أن تقرأه بنفسك .
لكن الثعلب الماكر ، شعر أن هناك خطبًا ما وأن هذا الحيوان ليس غبيًا بالمرة ، فقال : شكرًا لك ، ما عدت راغبًا في معرفة اسمك ، ثم عاد الثعلب للذئب ، وقال له : أظن أنه حيوان محدود الذكاء ، وأنه أيضًا ودود ، فقد رحب بي عندما اقتربت منه ،
فسأله الذئب : وهل عرفت اسمه؟
أجاب الثعلب : لقد نسيت أن أسأله عن اسمه اذهب واسأله بنفسك ، فتشجع الذئب عندما أخبره الثعلب أن الحيوان غبي وودود .
ذهب الذئب إلى الحيوان الأليف ، وسأله عن اسمه ، فأجابه الحيوان الغريب كما أجاب الثعلب من قبل ، أن اسمه مكتوب على حافر كعب قدمه الخلفي ، يجب أن يقرأه الذئب بنفسه .
ااقترب الذئب من حافر الحيوان حتى يقرأ اسمه ، فرفسه الحصان رفسة قوية جدا أسقطته مغشيًا عليه ، فالحيوان الأليف لم يكن سوى حصانا ، أما الذئب فنال جزاء مكر الثعلب عليه ، والذي يفوقه ذكاء ، فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها .