يُحكى أنه كان هناك في قرية صغيرة على سفح الجبل فتى اسمه تيمور، كان يعمل كراعي لأغنام أهل القرية .وفي كل صباح، كان الراعي تيمور يأخذ الأغنام إلى الجبل كي تأكل العشب وترتع وتلعب هناك، ثم يعود بها في المساء إلى القرية.وكان تيمور دائم الكذب ويتسلى بالكذب على الناس كثيراً .
وذات يوم شعر تيمور بالملل، فأراد أن يرفه على نفسه بالمزاح مع أهل القرية، فأخذ يصيح ويستغيث قائلا :
“لنجدة! ساعدوني! هناك ذئب يريد افتراس أغنامكم ..
فهرع إليه كل أهل القرية كي ينقضوا قطيع الأغنام من ذلك الذئب، ولكنهم اكتشفوا أن تيمور كان يمزح ويكذب عليهم، فعادوا إلى القرية منزعجين من مزاحه الثقيل .
وبعد أيام أعاد تيمور الكرّة، ونفس الكذبة فأخذ يصيح قائلا :
النجدة! ساعدوني! هناك ذئب يريد افتراس أغنامكم ..
وهرع أهل القرية من جديد وهم يركضون لنجدته ،ولما وصلوا واكتشفوا كذبه، غضبوا منه وأصبخوا يلقبونه بتيمور الكذّاب .
وذات يوم، بينما كان الراعي تيمور في الجبل، إذ بذئب ضخم يظهر من بين الصخور ويهجم على الأغنام ليفترسها .
فصاح تيمور طالباً النجدة من أهل القرية وصرخ قائلاً :
“النجدة! النجدة! ساعدوني! هناك ذئب يريد افتراس أغنامكم النجدة أرجوكم !”
ولكن في هذه المرة لم يأت أحد لنجدته، فقد ملوا من كذبه المتكرر .
وهكذا ضن أهل القرية أن الراعي تيمور يمزح ويكذب كعادته ،وقال الجميع أن هذه الكذبة أصبحت قديمة ولت تنطلي عليهم هذه المرة .
وهكذا استطاع الذئب أن يفترس بعض الخراف .
وازداد صراخ تيمور حتى رأه فتى من القرية كان واقفاً على التلة ،فأسرع وأخبر أهل القرية ،فأتى كل أهل القرية لنجدة تيمور والخراف من الذئب المفترس ،ولكن عند وصولهم كان الذئب قد هرب مسرعا بفريسته .
فقال كبار أهل القرية من كثرة المزاح والكذب اختلطت الأمور علينا، ولم نعلم أنك في ورطة حقيقية هذه المرة ،وهذا كان بسبب تصرفك السيء .
أما تيمور ندم وخسر عمله وثقة أهل القرية بهِ .