قصة الزوج المربوط
يحكى أنه في قرية من القرى ، كان هناك شاب وسيم ،تزوج امرأة من قرية مجاورة وكانت هذه المرأة ذكية ولماحة ، بينما كان الشاب منشرح الطباع أكثر من اللازم وبه شيء ما كما يقال!
بعد فترة من الزواج ، قرر الشاب اصطحاب الزوجة لزيارة الأهل في قريتها والتعرف عليهم، وكان من عادات تلك القرية أن يجتمع أقارب المرأة إكراما لزوجها عندما تعود به لأول مرة بعد الزواج .
غير أن شئ من القلق سيطر عليها ، فقالت في نفسها : زوجي رجل طيب ، لكن به شئ ما وأخاف أن تكون أحاديثه وأجوبته مخجلة ، لذلك قالت له : في زيارة العودة للأهل وعندما تبدأ طقوس المائدة ، سيأخذ أعمامي أطراف الحديث معك ، ولكي تجيب بشكل لائق ومعقول ، سأعطيك إشارة من خارج البيت ، آنذاك تجيب حسب الإشارة .
لذلك اربط إبهامك بخيط ، ووسطك بخيط ، وخنصرك بخيط ، وأنا سأشد من الخارج ، فإذا شددت خيط الإبهام ، أجب : مفهوم .. وإذا شددت خيط الوسطى ، أجب : مضبوط ، وإذا شددت خيط الخنصر ، أجب : تمامًا تمامًا !.
اتفق الزوجين على ذلك ، وانطلقا إلى قرية أهل الزوجة ، وأخيرًا عندما بدأت طقوس زيارة العودة ، ربط الزوج الشاب الخيوط بأصابعه المذكورة ، فأخذتها الزوجة ، ومررتها من ثقوب الباب الورقي إلى الخارج ، ثم أمسكت بأطرافها ، وجلست القرفصاء تحت مصطبة البيت .
أخذت متعة الحديث تزداد شيئًا فشيئًا أثناء الطعام والشراب على المائدة ، كانت الزوجة الشابة تصغى باهتمام إلى تلك الأحاديث ، وهي تحت المصطبة ، فإذا شدت الزوجة خيط الإبهام ، يقول الزوج : مفهوم ! ، وإذا شدت الزوجة خيط الوسطى ، يقول الزوج مضبوط ، وإذا شدت خيط الخنصر ، يجيب الزوج : تمامًا تمامًا .
فنال الزوج إعجاب الأقارب كلهم ، لإجادته في الرد والأخذ أثناء الحديث : إنه الزوج !! .. تمتم الجميع ، لكن بعد مرور شئ من الوقت ، اضطرت الزوجة للذهاب إلى دورة المياه لقضاء حاجتها ، فربطت الخيوط بنعل من القش ، متروك في المكان وذهبت .
وأثناء ذلك ، جاء جرو صغير كان هناك تحت المصطبة ، وأمسك النعل بفمه وصار يلعب به ، فاعتقد الزوج الشاب داخل البيت ، أنها تريد أن يقول دفعة واحدة ، وبسرعة : مفهوم ، ومضبوط ، وتمامًا تمامًا .. لأن الخيوط الثلاثة ، كانت مشدودة دفعة واحدة وفي وقت واحد .
فانطلق بكل حماس ، قائلاً : مفهوم ، مضبوط ، تمامًا تمامًا ، تمامًا تمامًا ، مفهوم ، مضبوط ، تمامًا تمامًا ، مضبوط ، مفهوم ، تمامً تمامًا … فاستغرب الأعمام ذلك ودهشوا .. وفي النهاية كُشف أمره وعرفوا أن به شيئًا.. وانتهت الحكاية عند ذلك .