قصة السمكة سموكه والثعبان الشرير

كان ياما كان في قديم الزمان ، وفي أعماق البحار، حيث الأسماك مختلفة الألوان والأشكال والأحجام، كان هناك سمكة طيبة صغيرة تدعى سموكه وكانت جميلة ذات ألوان برتقالية زاهية جميلة جدا، تعيش سموكه في أعماق البحر مع أصدقائها من الأسماك والكائنات البحرية الكثيرة .كانت سموكه تخرج إلى سطح الماء كل يوم لتتسلى، وفي أحد الأيام شاهدت ثعبان حزين يبكي بشدة .
شعرت السمكة سموكه بالحزن على الثعبان، واقتربت منه قائلة : ما بك أيها الثعبان، لماذا أنت حزين وتبكي كثيرا !
فرد عليها الثعبان قائلا : أنا حزين يا سمكتي الجميلة لأنني وحيد، وليس لي أي أصدقاء، فالجميع يخشاني بشدة لأني ثعبان .
شعرت السمكة الطيبة بالحزن الشديد على الثعبان الوحيد، وقررت أن تكون صديقته و تلعب معه وتتسلى.فأخذته معها في رحلات بحرية إلى البحر ليتنزه ولا يشعر بالوحدة، فكان يلتف حول جسدها وتعوم هي في البحر ورأسه هو للخارج .
وأصبحت سموكه صديقة الثعبان ولا ترفض له طلب، مع أن جميع الأسماك والمخلوقات البحرية في قاع البحر حذرتها منه، وبأن هذا الثعبان خبيث جدا وشرير، ويجب أن تبتعد عنه لأنه لا يحب الخير لأحد أبدا، وسوف يؤذيها يوما ما كما فعل مع الجميع قبلها، ولكنها لم تقتنع بكلام أصدقائها وتأخذ بتحذيرهم لها من الثعبان .
رفضت سموكه السماع لهم، وقالت : إنه ثعبان طيب، فلا تظلموه، وهو صديقي وأنا أحب أن ألعب معه .كان الثعبان دوما يطلب منها أن تحمله على ظهرها، ويلتف على جسدها حتى يستطيع التنزه في البحر، فهو لا يستطيع العوم والسباحة، وكان رأسه خارج المياه حتى لا يموت، لأنه لا يستطيع التنفس في البحر وأسفل الماء .
في كل مرة كانت السمكة سموكه تحمله على ظهرها وهو ملتف حولها، ولكن الثعبان الخبيث كان يعض السمكة سموكه في ظهرها بقوة، وتصرخ سموكه بألم وتسأله وتقول له بحزن : لماذا تفعل ذلك يا صديقي فأنا أتألم ؟
وكان يرد عليها ويقول لها : أنها عادته ولا يستطيع التخلص منها ،وكان يطلب منها السماح في كل مرة .
لكن تكرر هذا الفعل كثيرا من الثعبان كلما ذهب مع السمكة في البحر، وكانت السمكة سموكه تتألم بشدة، وفي إحدى المرات وهما يتنزهان في عرض البحر، عضها هذه المرة بقوة كبيرة في ظهرها، حتى خرج منها الدم، فقالت له بغضب شديد وألم : لماذا فعلت ذلك؟فقال لها وهو يضحك باستمتاع : إنها عادتي وأرجوك لا تغضبي مني، واعذريني وتحملي عادتي، شعرت سموكه بالغيظ والغضب الشديد .
وفي أحد الأيام، كانت في الماء وكان الثعبان ملتف حولها مثل كل مرة، وبينما هي في عرض البحر قررت أن تلقن الثعبان درسا قاسيا، فغطست أسفل الماء في أعماق البحر، حتى وصلت الأعماق، وهنا أخذ الثعبان يصرخ وهو يختنق ويقول لها : أرجوك يا صديقتي سموكه أخرجيني من هنا وإلا سأموت، ولماذا تفعلين ذلك فأنا لا أستطيع التنفس أسفل الماء ؟
فردت سموكه قائلة له : أعذرني أيها الثعبان إنها عادتي وهي العوم في الماء حتى الأعماق، ومن الصعب تغيرها، مثل عادة العض عندك .
وصلت السمكة سموكه إلى أعماق البحر أسفل الماء، فاختنق الثعبان ومات غرقا وترك ظهرها، وبهذا تخلصت من الثعبان الشرير الذي كان يريد أن يستغلها ويأكلها، و كانت هي تعامله بحسن نية .

Exit mobile version