قصة الشبح الأزرق
في يوم من الأيام ،كانت هناك سيدة تعيش وحيدة في بيتها الكبير ، وكان اسمها ميمونة.كانت السيدة ميمونة تشعر بالحزن والوحدة الشديدة ، لأنها لم تنجب أطفال بعد . وفي أحد الأيام، خرجت ميمونة إلى المزرعة وظلت تبكي وهي تقوم بزراعة النباتات ، وتمنت أن يكون لديها طفل يؤنس وحدتها ،وبعد انتهائها من أعمال المزرعة عادت إلى المنزل .
وفي المساء سمعت طرقاً عنيفاً على باب المنزل ، أسرعت لفتح الباب فوجدت شبحاً ضخما لونه أزرق، وعيناه ذهبيتان خافت السيدة ميمونة وظلت ترتجف ، فقال لها الشبح : لا داعي للخوف مني فقط انصتي ، أعلم انك تريدين طفلاً وقد جئت لكي أساعدك في تحقيق حلمك ، ولكن بشرط واحد وهو عندما يبلغ الطفل عمر الإثني عشر عاماً ، سأعود مجدداً وأخذه منك .
ترددت السيدة في البداية من هذا الشرط الغريب ، ثم وافقت فأعطاها الشبح بذرة خيار ذهبية ، وطلب منها دفنها في المزرعة لمدة أسبوعين ، حتى تنمو ثم تقوم بقطعها نصفين وسترى النتيجة .
ذهبت السيدة ميمونة في صباح اليوم التالي ، وزرعت بذرة الخيار الذهبية وترقبتها لمدة أسبوعين ، حتى وجدتها نمت إلى ثمرة خيار ضخمة ، فحملتها إلى المنزل وقامت بقطعها إلى نصفين ، ووجدت بداخلها طفلة جميلة للغاية ، فرحت السيدة ميمونة وظلت تغني وتركض في البلدة ، وتخبر أهلها أنه قد صار لها طفلة بعد طول انتظار ، وسنوات من الوحدة والحزن .
كبرت الطفلة ومر أثني عشر عاماً ، وأصبحت فتاة كبيرة وجميلة وذات يوم عادت لوالدتها حزينة ، لأن أطفال البلدة يرفضون اللعب معها ، ويدعونها ابنة الشبح ، فطلبت منها والدتها أن لا تبالي بتلك الخرافات .
وأخبرت السيدة ميمونة ابنتها أن لا تخرج للعب مع هؤلاء الأطفال مرة أخرى ، جلست السيدة ميمونة في المنزل مع طفلتها يتناولان العشاء معاً ، حتى سمع طرق عنيف على باب المنزل فأسرعت السيدة ميمونة لفتح باب المنزل وإذ به الشبح الأزرق يزور السيدة ميمونة مرة أخرى .
وقال لها : كيف حالك يا سيدة ميمونة ؟ هل تتذكرين الاتفاق الذي كان بيننا أم نسيتي ؟ ردت السيدة ميمونة في حزن عميق وقالت : أرجوك يا سيدي لا تأخذ طفلتي ، فهي صغيرة البنية وجسمها نحيل ، فلن تكون طعاماً مثالياُ لك ، ولكن عليك العودة بعد عامين تكون أصبحت أكبر حجماً ، وسيكون لحمها ألذ ، وافق الشبح الأخضر على هذا الاتفاق ، وغادر منزل السيدة ميمونة .
جلست السيدة ميمونة تخبر طفلتها بسر الشبح الأزرق ، ووعدت طفلتها بأنها لن تدع الشبح ، يأخذها أياً كلفها الأمر ، وفي اليوم التالي خرجت السيدة ميمونة وذهبت إلى ساحر البلدة .
طلبت السيدة ميمونة منه أن يجد لها حلاً لهذا الشبح ، الذي يهددها فأعطاها مجموعة من الأكياس المسحورة ، وطلب منها استعمالها عند عودة الشبح مرة أخرى ، ووعدها أن تلك الأكياس ستساعدها في التخلص من الشبح عند عودته مرة أخرى .
أخبرت السيدة ميمونة طفلتها ، بأن تظل محتفظة بتلك الأكياس معها ، لحين عودة الشبح الأزرق ، ومر عامين وبينما تلعب الطفلة في المزرعة ، ظهر لها الشبح الأخضر ، فخافت وظلت تركض في اتجاه الغابة .
وكان يتبعها الشبح الأزرق، فتذكرت الأكياس المسحورة فألقت بالكيس الأول ، فوجدت بذور سقطت على الأرض ، وتحولت إلى ثمار فاكهة ، وعندما تناولها الشبح أصبح حجمه أصغر ، ولكن ظل يركض خلفها أيضاً ولم ينجح الأمر .
قررت استعمال الكيس الثاني ، وعندما ألقت به على الشبح ، تحولت البذور إلى أشواك حادة ، واصطدم بها الشبح الأخضر ، وأصيب بجروح كثيرة وظل ينزف الكثير من الدماء ، لكن ظل يركض خلف الطفلة ، وهو ينزف .
قررت الطفلة استعمال الكيس الأخير ، وعندما ألقت به تحول إلى جمرات نار ، أحرقت الشبح تماماً ، شعرت الطفلة براحة واطمئنان ، وركضت مسرعة إلى المنزل ، وأخبرت والدتها عما حدث ، ولم تصدق والدتها أنها تخلصت من الشبح الأزرق وستعيش مع طفلتها بسعادة و هناء ولن يفرقهما أي شيء الآن .