قصة الشمس قاتلة الجراثيم
أشرقت الشمس الجميلة الساطعة بأشعتها كعادتها حتى تدخل البيوت من خلال النوافذ، لكنها لم تستطع دخول الحجرة التي يسكنها فوزي، كانت نوافذ البيوت مغلقة .فطرقت الشمس الباب والنافذة، ولم يفتح لها أحد فدخلت من ثقوب النافذة خطوطاً مبعثرة بالحجرة و الجميع بالمنزل لا يلقي لها بالا .كان الميكروب يحذر الميكروبات الصغيرة المنتشرة داخل الحجرة من الاقتراب من تلك الخطوط الشمسية التي دخلت من ثقوب النافذة، وظل الميكروب الكبير يذكر الميكروبات الصغيرة بصديقهم ،” هادم ” الذي اقترب من بقعة الشمس، ولم يستطع الخروج منها، واستجابت الميكروبات للنصيحة، ولم تقترب من بقع الشمس أبدا .
ظلت الميكروبات تتنقل في أنحاء الحجرة وتصعد فوق السرير، فقال الميكروب الكبير الذي يدعی قاتل: إن هذه البقع الشمسية تسبب لي القلق ومما يزيد قلقي أنها تتحرك في الحجرة من مكان لآخر مع مرور الوقت، وإني أخشى عليكم منها، هذه الثقوب اللعينة بالنافذة هي السبب وعلينا جميعا أن نبحث عن حل .
فقالت الميكروبات في صوت واحد : وماذا نفعل ؟قال قاتل : إن هذه البقع تسعى لقتلنا، وصاحب المنزل هو السبب لأنه لم يسد هذه الثقوب، وأخشى أن تنفتح النافذة يوما فنموت جميعا، و الحل الوحيد أن نهجم على من في البيت وندخل أجسادهم، وتنتشر في الخلايا، حيث لا يوجد بقع شمسية تهدد مصيرنا .
قالت الميكروبات في صوت واحد من جديد : نعم الرأي يا قاتل.
وراح قاتل يكمل كلامه قائلاً : وسوف نستطيع أن نؤدي مهمتنا بنجاح فلن يستطيع أحد في البيت أن يرانا فنحن كائنات دقيقة لا يستطيع أن يراها الإنسان بعينيه.وفجأة توقف قاتل عن الكلام وصرخ في وجه الميكروبات وقال : استعدوا للهجوم .
في هذه اللحظات كان باسم الطفل الصغير يحبو على الأرض قادماً من الصالة وقد اتجه إلى الحجرة واستعدت الميكروبات للهجوم وهي تقهقه فرحاً ثم كشرت عن انيابها في انتظار باسم الذي كان قد اقترب وهو يبتسم ابتسامة حلوة شقية .فكشفت عن سن واحد صغير في فمه عند ابتسامته.فقال قاتل : هيا ،إنه يقترب ،فاستعدوا وظل باسم يحبو، لكنه لم يتجه نحوهم بل انحرف ناحية البقع الشمسية، فقد أعجبه منظرها، وظن أنها شيء يؤكل فحاول باسم أن يمسك بإحدى البقع، ولكنه لم يستطع فراح يضرب فوق البقع بيديه الصغيرتين الجميلتين بينما وقفت الميكروبات حزينة وهي نتمنى أن يقترب باسم نحوها.
ولكن باسم لم يقترب، ظل يداعب البقع بيديه وهو يضحك وقد امتلأ وجهه بالفرح، وفجأة صرخ قاتل وقال :استعدوا، ها هو أخوه فوزي يقترب سوف تنقض عليهما معا .ودخل فوزي وهو يمسك بالكتاب، حيث كان يستذكر دروسه، وكان يقرأ نشيد عن الشمس، فإذا به يجد أخاه الصغير يداعب بقع الشمس ، وبدا له المنظر جميلا فقال في نفسه لماذا لا أفتح النافذة ؟
حتى تمتلئ الحجرة بالشمس أكثر ،ثم فتح كتابه على صفحة النشيد وقال : يا لهذا النشيد الجميل ، إنه يقول أن للشمس فوائد كثيرة ، واتجه فوزي نحو النافذة في وسط ذهول قاتل وعصابته من الجراثيم.
ومد فوزي يده، وما أن فتح جزءاً من النافذة حتى انكمش قاتل وزملاؤه، وعندما انفتحت على مصراعيها لاحظ فوزي أن الشمس تجسم وكأنها تشكره، لأنه سمح لها بالدخول ، وضحك باسم عندما اعتلت الحجرة بالشمس وألوانها الجميلة أما قاتل وزملاؤه فلم يبق لهم أثر وعندما كان باسم يواصل حبوه بالحجرة كان فوزي يردد نشيد الشمس بصوت عال .
شين شمس حين تنير ***تمنحنا دفئا وضياء·تشرق في الدنيا بالنور***وتضئ سحابا وسماء·جعل الله الشمس ضياء***تسعدنا صيفا وشتاء